مارغريت ووكر – بيت الأحزان

عميقة جذوري في حياة الجنوب.

أكثر عمقا من جذور

أو .

لقد تكوّنت وفُطِمتُ في عالم استوائي

أشجارُ النخيل، أوراق الموز، المانغا،

جوز الهند، وأشجار المطاط، تعرفُني.

في دمي، سماوات دافئة،

وجداول خليج زرقاء،

أنتمي لرائحة الصنوبر الطازج،

لانسحاب أذيال الراكون،

ولنمو الربيع في البصل البرّي.

أريد الالتجاء الى حقول القطن

إلى التنباك وقصب السكر،

أريد أن أمشي داخل أكياس البذور

لأسقط فوق أرض تأجل حرثُها

في قلبي موسيقى لا تعرف الهدوء

وأنا مشتاقة للرحيل.

أوّاه، أرض الجنوب، بيت الاحزان،

الأغاني ترتطم في قلبي وعظامي.

الى متى، ستبعدني عصابات الكراهية،

وكلاب الأغلال،

عن بيتِ نفسي؟

أريد ان أكتب

أريد أن أكتب

أريد ان أكتب الأغاني لشعبي

أريد أن أسمع الأغاني في الظلام.

أريد ان أمسك الأوتار الاخيرة العائمة

للحناجر المتقطعة الناشجة

أريد ان أصوغ أحلامهم بكلمات

وأرواحهم بملاحظات

أريد أن أحفظ ضحكات الشروق

في شموسهم

في أكواب خمهورهم

أريد ان أرمي الأكفّ السود

الى سماء أكثر سوادا

ممتلئة بالنجوم

وأن أحطّم وأمزج تلك الأضواء

كي تصبح بحيرة مرآتية

تلتمع بأشعة الصباح

دمٌ أسود

كانت هناك بدايات غريبة

في بلاد قديمة

تصنع نفسي.

كانت هناك حقول سكر

وجزر نائية مليئة باللآلئ

أدغال نخيل

وامتداد بحار لا تنتهي.

كانت هناك الليالي الودودة

لبلاد استوائية

والكتمان البارد

لسهول زاهرة

بين تلتين شجاعتين

قد حضنتا قدومي، بشهوة جوّالة

ولقد رَضعتُ سخونة المغامرات

في أوردتي

ممتزجةً بحليب أمي.

وفي يوم قادم قريب،

سأذهب الى بلاد طفولتي الاستوائية،

الى سواحل القارات وأرصفة الموانئ الضيقة،

لشواطئ الجزر

سأطوف بلاد البلقان

والأزقة الحارة لأفريقيا وآسيا

سأقف فوق قمم الجبال

لأحدّق في المنازل النابضة بالحياة

في أسافل الجبال

وعندما أعود الى

سأذهب عبر طريق

و

الى الطرقات المعشوشبة بأوراق الشجر

الى أكواخ الغرفة الواحدة لطفولتي القديمة

ولربما عندئذ،

ستجاهد الشموس اللاهبة

لبلدان أخرى

من أجل ان يتصالح الألم مع الكبرياء

في نفسي.

*

قصائد للشاعرة الأميركية السوداء مارغريت واكر

بيت الأحزان والشهوة النقالة- صفوان حيدر – السفير الثقافي- 8/6/2001

زر الذهاب إلى الأعلى