مختارات من قصيدة الهايكو اليابانية

١- الآن وأنا هنا، بنوبة الحراسة في هذا الكوخ الهش
في ليل الخريف، عند طرف حقل الأرز
أجد كم ثوبي مبتلًا بالندى
حيث سقيفة الكوخ أيضًا تعيسة
لا تتعدى الليف والخيش.

– الإمبراطور تينجي

٢- يبدو أن الربيع قد مضى
وحل الصيف بزهوه هناك
فها هو جبل “كاجوياما” الشامخ في السماء
يتناثر البياض على قمته
وكأن أثوابًا ناصعة البياض قد نشرت فوقه لتجف!
-الإمبراطورة جيتووه

٣- وحيد هنا
لا سلوى لديّ
سوى محاولة الكلام
في هذا الليل الطويل
الذي يشبه ذيل طائر الجبل!

– الشاعر ” كاكي نوموطو نو هيتومارو”

٤- حين قصدت شاطئ خليج “تاجو”
ونظرت بعيدًا
إلى قمة جبل “فوجي” الشامخة
وجدت البياض لا يزال يكسوه
آه.. لا يزال الليل يسقط هناك!


الشاعر “يامابيه نو أكاهيتو”

٥- في أذني الآن
يردد صيحة الغزال
وهو يشق أكوام الشجر الخريفية
في عمق هذه الجبال
فأشعر أكثر من ذي قبل بتوغل الخريف.

-” سارو مارو دايوو”

٦- حين أرى الصقيع يفترش درجات سلم القصر
مثل نجيمات ليلة السابع من شهر يوليو
ترصع سماء الليل في صف طويل
ومثل طائر ال”كاسا ساجي” فاردًا جناحيه
أدرك أن الليل في هذا الشتاء قد أوغل!

– “تشووناجون ياكاموتشي”

٧- حين أتطلع إلى تلك السماء الممتدة
مثل سهل فسيح
أرى البدر المضيء جميلًا ورائعًا
إنه مثل القمر الذي اعتدت رؤيته
في سماء ليل جبل ” ميكاسا” حيي موطني.

-“أبيه ناكامارو”


٨- ما بال الناس بحالي يشفقون
يصفونني بالغزال الوحشي المعتزل في جبل ” أوجي”
بينما أنا في كوخي المتواضع
بطرف العاصمة الجنوبي الشرقي
أستمتع بالعيش في سكون!

– الراهب كيسين.

٩- مالي أرى زهرة الساكورا ” تلك
يذهب لونها!
لعلي أنا أيضًا مثلها
مع الزمان يخبو رونقي
ويزول شبابي.

– الشاعرة “او نونو قوماتشي”

١٠- هذا هو معبر ” أووساكا” عند نقطة التفتيش
حيث يغادر من يغادر ويعود من يعود
حيث سلام شمل الأحبة
وحيث الغرباء يلتقون
والبعض يفترق.

– الشاعر ” سيمي مارو”

١١- أمانة يا قارب الصيد الطافي هناك
حين أمر بك وأنا في هذا هذا القارب
أشق صفحة الماء
في طريقي إلى المنفى
أن نتقل للحبيب سؤالي وشوقي وأحزاني.

-“سانجي تاكامورا”

١٢- أيتها الرياح التي تعبر هذا الفضاء الفسيح
أغلقي مسارك الكوني هذا لبرهة
عساك تحتجزين مليكة السماء تلك
كي أتأمل حسنها
مثلك تمامًا يا نهر ” هينا”!

– الراهب ” صووجوه هينجووه”

١٣- يا نهر العاشقين
المنساب من قمة جبل “تسو كوبا”
ما بال مياه نهر عشقي ولوعتي راكدة
وكأنه يصير جبًا عميقًا مع الأيام
لا ترى العيون منتهاه!

– الإمبراطور “يووزي إين”

١٤- يا ثوب بلاد ” ميتشي نوكو”
بخطوطك المتشابكة المجنونة
من جعل فؤادي مثلك
حائرًا.. متداخل الخطوط والثنايا؟
أنتِ!

– ” كاوارا نو سارداي جين”

١٥- خرجت اليوم من أجلك
إلى مفترق السهول الفسيحة
وبينما كنت سارحًا في ذكراك
أفقت على الصقيع وقد تجمد
بكم ثوبي!

– الإمبراطور “قووقوو”

ترجمة: د. أحمد فتحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى