ناظم حكمت – مراسم الجنازة

جنازتي

هل ستخرج من باحة الدار ؟

و كيف ستنزلوني من الطابق الثالث

فالمصعد لا يسع التابوت

و الدرج ضيق ؟

.

ربما كانت الشمس تغمر الباحة

و الحمام , فيها , كثير

و ربما كان الثلج يتساقط

و الأطفال يهللون

و قد يكون المطر مدراراً

على الأسفلت المبلل

و في باحة الدار

صناديق القمامة

كما كل يوم

و إذا ما حمل جثماني , حسب العادة

مكشوف الوجه فوق شاحنة

فقد يسقط على شيء من الحمام الطائر

فيكون ذلك بشارة خير

و سواء جاءت الموسيقى أم لا

فالأطفال سيأتون

إنهم مولعون بالجنازات

و حين يمضون بي

سترنو إلى نافذة المطبخ من وراء

و من الشرفات

حيث الغسيل

ستودعني النساء

لقد عشت سعيداً في هذه الباحة

إلى درجة لا تتصورونها

فيا جيراني

أتمنى لكم , من بعدي

طول البقاء

1963

*

ترجمة : جـمـانـة سلّوم حـداد

زر الذهاب إلى الأعلى