نحن لا نذهب إلى الحرب – ناصر سالم المقرحي

نحن لا نذهب إلى الحرب
هي من تأتي إلينا كل مرة

لتأخذ حصتها من دمائنا وأعصابنا . . تأتي

في هيئة أوغاد يعتلون الدبابات والعربات المُصفحة

أوغاد صغار يجلسون وراء الميم

بسراويل قصيرة وقمصان مقطوعة الأكمام

وأصابعهم على الزناد

ويديرون مدافع الهاوزر بكل حنكة

صغار مُثقفون حربياً ولهم معرفة بكل أنواع الأسلحة.

نحن لا نذهب إلى الحرب

وإلا كنا نحن من يشعلها

وبمجيئها في شكل أحقاد تسير على قدمين

وثارات قديمة لم تنطفئ جذوتها بعد

يعني أننا ضحاياها المرتقبون

ووقودها المؤجل.

بمجيئها في شكل أطماع ناجزة وجنون مكتمل الشروط

بهيئة أُناس موتورين

وكائنات وقعت تحت طائلة الغفلة والتهور

بأنياب مشحوذة ومخالب مُستنفرة

يكون الخوف قد أخذ منا كل مأخذ

وجفّت أرواحنا فزعًا.

ماذا لو كانت آخر الحروب ؟

إلى أين سيذهب هؤلاء الأوغاد بأحقادهم الدفينة!

وكيفَ سيُنفِسون عن جنونهم!

وبأي طريقة سيُسكِتون إلحاح أطماعهم..

هؤلاء الحمقى..

لهذا لن تكون آخر الحروب ولا آخر الحرائق.. صدقوني.

ومهما حدث، نحن لا نذهب إلى الحرب

هيَ التي تأتي إلينا ككل مرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى