تشارلز بوكوفسكي – هنا والآن | ترجمة : ضي رحمي

هناك أيام يسير كل شيء فيها
على نحو خاطئ.
على الطريق السريع، في البيت، في السوبر ماركت
في الأماكن كلها.

مطرِد، متواصل، عنيف ،عشوائي، عدواني
على ما تبقى من مشاعرك
وقواك العقلية.

على مهل؛ تتطهى أعصابك حتى تذوب.

في البداية، تلعب الآلهة في صفك
لكن، سرعان ما يظهر العداء.

الدروع الفلسفية لن تحميك،
أي قدر من الحكمة.. غير كافٍ.

أنت معلق كفريسة للكلاب والناس؛
تداعيٌ كليٌ تامٌ للنسق والمنطق.

ثم هناك دائمًا
-فجأة-
ذاك الوجه المبتسم المضيء بعيونه القاتمة،
نصف الغريب الذي يصيح في جلبة:
“مرحبًا، كيف حالك؟”

الوجه قريب جدًا حيث يمكنك بوضوح
رؤية كل بثرة، كل تغضن في بشرته،
والفم الرخو كنصف حبة خوخ فاسدة.

حينئذ تدور في ذهنك
فكرة واحدة: أأقتله؟

لكنك، رغم ذلك ترد قائلًا:
“كل شيء على ما يرام. ماذا عنك؟”

ثم تتخطاه متجاوزًا،
تاركًا غضبك منه خلفك،
مثلما تبرق شمس من وراء سحب
حمضية.

تواصل المسير
بينما تضحك الآلهة وتضحك.
تضع قدمًا أمام الأخرى،
تأرجح ذراعيك مثل ناقوس صدئ بلا رنين،
وفي رأسك يتخثر الدم كالجلاتين.

لكن،
هذا اليوم سينتهي
هذه الحياة ستنتهي
وأخيرًا ،ستحلق الطيور الجارحة بعيدًا.

كل ما أرجوه
أن يحدث هذا سريعًا، سريعًا، سريعًا.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى