عبد الله السفر : ماذا فعل بي صوتك يامحمد؟

البارحة عندما كنتُ أستمع إليك تقرأ “ريتا غراهام – عندما نحب نكون في ضيافة الله” لا أدري أيّ زرٍّ جاء عليه صوتك لتنفتح ملفات الذاكرة ليعودَ فقيرك إلى أيام السبعينات وإلى تلك الاحتفاليات المزدانة بأصوات أشهر الممثلين والمذيعين. انداحَ في أذني افتتاح كرمة ابن هانئ لتكون متحفاً لأحمد شوقي، حيث الأصوات (جلال الشرقاوي؛ محمود ياسين؛ أمينة رزق؛ ….) بشديد لمعانها وفضّتها تنساب؛ تضمّخ الليل وتسري به، وتعرج بي في قريتي الوادعة بين نخيل الأحساء. وقتذاك لم تكن الكهرباء تضيء، غير أن تلك الأصوات في إذاعة صوت العرب تفعل ذلك في ليلنا. لن أنسى حمدي الكنيّسي ومثابرتي على برنامجه عن حرب أكتوبر؛ أنقاد إلى صوته أكثر من المجد الذي يبنيه البرنامج.
أيّ ذخيرة كانت هاجعة في ملفّاتها؛ فجاء صوتك ينقُرُ قشرتَها لتنهض للحياة.
الله.. الله.. ماذا فعلَ بي صوتك البارحة يا محمد؟

زر الذهاب إلى الأعلى