عن (Mei) التي أزهرت بالحب وصلًا قبل أربعِ سنوات، اقتنيتُ نبتة أوركيد وضعتها على مكتبي جوار النافذة، ظلت تؤنس غربتي وتؤثث غرفتي برائحة الفانيليا حتى غادرت. بحثت لها عن اسم يليق بها، فهي مرموزة الحب والأناقة والجمال لدى الآلهة ( أوركيس) عندما رأى فيها محبوبته (آينو) الهاربة. اقترحت زميلتي (Mei) ويعني الجميلة بلغتها الصينية. راق لي لخفته ومعناه، كما أن تكوينه اللفظي أغراني حين فككته بالإنجليزية، فوجدته مكونًا من ضمائر كلها عنِّي وإليَّ (Me,I). مرت الأيام وذبلت نبتتي جميلة، التي رعيتها كابنتي، لكن ربما استشعرت ذهابي فذبلت كمدًا. في طقسٍ جنائزي بين وردةٍ وابنتها، ألقيت عليها محبتي، سقيتها دمعاتٍ صادقة، خاطبت روحها بالوداع وأقمت لها العزاء، بل إنني أصدرت شهادة وفاتها (أوهكذا ظننت)، لكن الأوركيدة جميلة كان لها رأي آخر. لم تعترف بشهادة الوفاة، لم تستسلم للذبول، بل أخذت دمعاتي التي سقيتها، وأنبتت لنفسها زهرة جديدة. الآن بعد سنوات، لا تزال أوركيدتي تزهر كل المواسم، بل قبلها وبعدها، وكأن دموعي كانت إكسيرًا لشبابها الأبدي، كأنَّها أرادت أن تمنحني حبًا لا ينتهي رغم الظروف، كأنها علمت أنني بحاجةٍ إلى حب لا ينتهي بالمغادرة، ولا يذبل في البُعد. أحببتُ أوركيدتي جميلة، بكيتها مرة، وأحبتني فأزهرتُ لي مرات. الوصل قد يكونُ نبتة تزهر في بلدٍ، فيورقُ قلبك بالذكرى في بلدٍ آخر. لم تصدق جميلتي تلك الشهادة، و لازال حبي كافيًا لتزهر إلى اليوم في كل المواسم، وقبلها وبعدها. والوصل قد يكون نبتة تزهر في بلد ، فتورق بالوصل والذكريات في بلد آخر. نود الوردي