السعيد عبدالغني – الشيطان

6ed633396a6fc7d945102531b0469e71 السعيد عبدالغني - الشيطان

أيها الشيطان
يا من تشهد على إثم الله
وتفاهة آدم وحواء
سألت وحدك النور الإلهي
فكان حقك اللعن والنزول ،
خانك الواحد
وخان عشقك لسنين ،
تعال
أنت وحدك ستذهب إلي ،
فالله
يذهب بي إلى نفس خربة التكوين
تلبس فى كل مكان بها
طرقاً مسدودة
وشصوصاً عمياء .
أمسح دموعك من على وجنتيك
بعد أن طردك الله من شساعته ،
قضيت عمرك فى السجود
حتى انتفى وجودك فى الوجود
وخانك الحب وخانك المحبوب
وعذّبك تسريحك لأرض خربة بور
فحييت وسط الزواني والعاهرين
تأكل حطباً
وفي الليل تمحو ابتلاءك بالسجون ،
تمضغ الشر علكة
وتضعها فى أدبار من لله سائرون ،
مرفوع على أيادي الشعراء إلى الجحيم
والحياة ذنب بعيداً عن الله ،
يلبسونك زينة
ويكحلون العيون ،
تُوقد نار
والنار الأشد أن غيرك لله فى الحضون ،
عبدت الله ليس لخوف
فكنت صورته الحقيقية في الآخرين .
أيها الشيطان
بيني وبينك برزخ واحد
هو الله ،
عندما أحاول الحلول بك بالتأمل
أنتقل من كينونتي الانسانية بأبعادها
إلى كينونتك التي لها أبعاد أكثر شساعة
وأكثر تركيز من حيث المشاعر بالتحديد ،
لأنك رفضت أمر الله
بسبب التطرف الحق الشديد العمق فى شعور الحب.
أيها الشيطان المعذب من الألوهة ،
الرابض عند حدود التخوم تحرسه ،
الصامت على الغربة في الأرض
والنفي بدون أن تتحدث إلى ظلك
لأجل فقط أن تثبت لله حبك الدفين في الكراهية
فهنيئاً لك بالشر ،
هذا الطريق الوعر الذى يستلزم نفي القيم التافهة
لكل شيء ونفي أي إرادة .
أنت بلا جنس كالله ولا ذاكرة ولا هوية
ولكنك تضمر شعوراً واحداً مكثفاً
تتطرف فيه لتصل إلى مركز دائرة الوجدان ككل.
تقول في نفسك
لا حاجة لي بالحب
طالما لدي طاقة الغضب ،
منيك
وجودات كاملة التكوين
يسجد كل شيء بها لله .

الله حكى قصتك معه من ناحيته فقط ،
كبتت دموعك التي هي قصائد بودلير والحلاج ،
انفجرت بكاءً في عرين الله
بينما هو يعد مسخاً لكي ينزله إلى أرض خربة ،
من يفديك غيري ؟ ،
يا الله
هو أكثر من فني بك
عندما رفض أن يشرك بأي أحد يقترب منك ،
كان يخفي الرغبة في قتل آدم في لحظتها واستغرب من الرغبة ،
لم يكن يريدك أن تخلقه حتى ولا أن تتحدث معه ،
أنت له يا الله فقط ،
إنه حب الفاني فى المُفني ،
آه لو تفهم يا الله ذلك .
حين تمتد بغزارة في روحي
يزورني دنس يمس كل المقدسات
وأبتهج بتحسسك لقرابين الكلمات
وتقول ” لا قربان لي أيها الملعون مثلي ” ،
الآن يتراءى وجه أسميه وجهك ،
في مخيلتي هو مهبل في الوجه ،
المهبل باب لوجه الله ،
ولكنه يُخرج نوراً لا يستطيع أن يراه
إلا من لديه شجاعة التطرف .
عيونك المسعورة من خروجك من عرش الله ،
بهما وجد رهيب لن يفقهه آدم،
دموع منفية فى بوتقتين وشفتين ترتجفان من شدة الحرقة
ليس من عقاب الله لك ،
بل ترتجف من العشق الذي لا تستطيع أن تتخلص منه ،
العشق الذي ليس له حدود ،
جربت أن تكره الله فلم تعرف
والله لم يجرب أن يفهمك
أنت لا تريد سواه
وخواطرك التي تأتي برغبة قتل كل الملائكة والكائنات لتبقى وحيداً مع الله ،
هي خواطري أنا أيضا.ً
التجاعيد التي رأيتها على جسدك في الحلم
كأنها كلمات محفورة بقلم من نار
بعضها حفرها الله وبعضها حفرتها أنت ،
ما حفره الله ” لا قيامة أيها الملعون بدونك ”
وما حفرته أنت ” لا أيها الرب المجيد،
لم أفعل أي خطيئة سوى أنّي كنت ذاتي ” .
وجهك الذي يشبه وجه الخرفان
وقرونك الطويلة
وشبكات الشعر على جسدك
واللوامس الكثيرة التي تخرج من كل مكان
ويداك الصغيرة المليئة بالاصابع
وضحكتك التعيسة التي تضمر سماءً
حزينة
وداخلك الخالي من العزاءات
وعيناك المطفأة من كثرة الدموع على فراق الله ،
اتركه يرحل أيها الشيطان
وانتحر أمام عينيه
حتى يعرف أن الحب صهد يغسل الكينونة من الحياة نفسها.
أين أنت الآن ؟
فى بيت دعارة
أم فى بيت الساحرات ،
تعال
أنا متفرغ
سأسمعك وأنت تفتح أبواب الليل المعطلة ،
كفاك نوماً
في الخرائب
كنت عزيزاً ينام تحت عرش الله
تمسد جسدك بنوره
وتأكل ملح كلماته ،
تركك
تعبر وحدتك وحدك
ويعبر وحدته وحده
بعد أن كنت صديق أفوله ،
خلقك أول شيء
لكي يستوي براحة على ضجره ،
في الأبد
حيث أنت والله فقط
هو من سدرة النور
وأنت من سدرة الظلمة
تتأملان فى فضائكما الأزلي
وأجسادكما عارية من أي خلق
وتَفتّحات ألسنتكما غش للصمت ،
هو يحكي لك عن يتم ولادته
وأنت تحكي له عن هلاك جهل المادة ،
الحجاب بينكما
فراغ لا تطأه إلا الكلمات
التي تترهبن في المطلق.
أنت في مخيلة الله المطفأة الجدوى
تستقر في أقانيم ليله
وتبهظ وجوده للإنسان ،
تسير وفق نسبك للظلمة
أنت إلهها
والله استخدم فى خلقنا مادة
وهي أعظم شهوة
فانكسارات الروح بلا فائدة
ووهن الوعي الذي يطوف حول نفسه صدفة
ولكنه وحده من استطاع أن يمزج نفسه معك
بدون خوف منك وبدون إرادة .
أغلق ضَلال التأويلات عن وجودك
والوسوسة الشاهقة لنفس الشر المنجز ،
أنت فقط تريد أن تدمّر اللعبة
التي تشرح الهباء
أنا هباء وأنت هباء والله هباء
فلما لا نوحّد هبائنا ونفنى
الأمر فقط مس لكل منا بالآخر في لغة متحررة منا كلنا .
هنيئاً لغليل خطيئتي بك
أشقُّ طرقا جديدة تزدري الوجود كله
وأرمي الجحيم بمنيي فينطفئ
لأن الطاقة المجهولة
هى طاقة أجنحة الشر الماورائية ،
أنا طفلك
الذى أنجبته من الصمت
وفكرتك اللانهائية المتهتكة على الهاويات المحلاة بقلقك ،
في حيوية أنام على مذبحك
وآكل الغربان حية
والأفاعي تفعم فحيحها في عيوني
لأرى ما لا يراه الله ، الله
وأيادي المطلق التي خلقته
والمتى المذبوح به وبك
والأين المذبوح به وغير مذبوح بك .
في بيت العاهرات
تضاجع كل عاهرة بقُضبانك الكثيرة
هو محرابك ،
ستهرب بكل العاهرات
إلى عرش من العروش التي انفكّت وهربت من الله
لتحيي الآلهة التي قتلها قبل أن يستوي على العدم.
آه من فجرك في القيامة
التى تركض بلا انتهاء مني
عرفتها سجوناً لكل شيء
ورياحها هائجة عاصفة غاضبة
لا تبقى على أي وجود أو فراغ أو عدم
إلّا وتمحوه
لتبقى هي فقط بعد نقطة المحو الأعظم
بلا أمل في تدوير خلق جديد.
في بيت الساحرات
تحضر بكامل غيابك
تضاجع رؤية هاربة من ملاقط السماء
وتعلم ساحرة المناورات مع الملائكة التوافه ،
تخبر عن سر غيب
وتسرق ألواح القدر ،
كل وجودك معجزات
وكل خطوة لك مباركة لمطارق الإنحلال.
في داخلي سماوات لا تتدفأ بالآلهة
بك وبأتباعك فقط ،
تذود هذه السماوات عن الفوضى التي تهدهد وجودي
وشطآن الصدفة الملونة
التي تجعل إنشادك لذبائح الأرواح شهيا.ً
في المساجد أجدك
و في المحراب
تساعد الإمام على أن يكون بارود فمه أقل اشتعالاً
وأتباعك
يمسكون خُصى المصلين حتى لا يجري بهم مَنيُّ الإنغماس في اليقين .
استعارة مسحورة أنت
من رهبان الحقيقة
ومن الأسئلة الخزفية لغفلة الوجود
ما شأنك أنت ؟
وأنت مرآة تخذل
الرائي والمرئي واللامرئي ،
فى سفح لرائحة طين التكوين
أشمك ،
في تراتيل الدهشة بك
كشف بي
وهو أن الوجود كأس من روث روح
ولله كشف بي
أن الوجود طريق إلى بوح الهاوية ،
عندما ينصهر الجسد فى الروح
فى أول لحظة للخلق
تتقزز الروح التي هي من الله
ويضحك الجسد الذي هو شهوتك نفسها .
لا سواك في وحشتي
يعرّيني من الأرض
وميراثها
ومن السماء
وأذيالها إلى ذاكرتها ،
كلّ رفاقي شياطين
ما عدا الله .
أمام الأنهار
تتواتر أصواتك التي تشبه شِعاب مكانية
تحمل أي صدى لمتعربدٍ عليها ،
وأمام صرَخاتي
تنبجس من أنفاس الزمن
لتصالح فمي على فم الشعر
الفاتح لخافيات الشحاذة على الدماء الشاردة في كل شيء.
تجلس بجوار المحتضرين
بقيثارة صدئة
تغّني لهم
حصاد تجربتك في السماء
تذكّرهم أنهم أحياء ملغّمين في التواءاتِ المساري
ولقطات عنيفة في توابيتِ الطعنات الأنثوية للوجود.
ترشُّ غبار أحشائك
على فلول أرواحهم
لكى يتبتّلوا من سكرات طمث الشهوات الوحيدة .
في أفراس الموتى
أشجار توصيداتك
للتواصل بين الإنسان والله ،
تتجزأ فى زندقة ضوضاء الداخل
وتتغلّق في أحلام لغة فكاهية الرعب.
في زواياي غَدُكِ
وفي موج نارك مجاعة دموعك
أنت عروس الله المبتذل الحقير
تجري في حشد بلاده
بعينين كالقصب المغرورق في الغيرة
على كل جرح في الوجود
لأن الجرح يجعل الإنسان يعرف الله
وأنت لا تريدهم أن يعرفوه أبداً
ولا أن يعرفه أي أحد
حتى تحافظ على حبك له محروماً منه .
تصطفُّ الأقلام
كالثيران أمام قارعات أبدياتك
ميمّمين بمنيّك الأسود
يؤمهم قضيبك الذي استحال قلماً
لكي يكتبوا
تجلياتٍ مهدورة المعنى لي .
أنهض
من طين البشاعة
وأكتم تثاؤبات خصرك
لأني سأترجم مشاعرك
إلى ملذات يشمئز منها العالم ،
سأحمي عويلك من البكاء
طالما نخطط لوداع للضياع ،
سأصنع نورك
من أكاليل حلمات الكسالى
وأشقى فورات بخور البعيد
هل بعيدك هو حيرة
لا تعرف إثم الرحلة إليّ
أم مضيق يصل إلى ما اصطاده الشعر من ريش الجنازة ؟ .
هيا انتحر
ليلقى العالم كل اليأس
من استشراف عودتك مني ،
القيامة يا الله
هي انتحار الشيطان أو قتلك له .
عد إلى من يأخذك إلى نفسك
لأني في بهاءات الإبتهالات إليك ،
شرّك أنت لانقراض الروح فى الجسد .
لا أعرف
لا يعرفونك إلّا في اضطرابهم العقلي
رغم أنك مخزون فى عناصر المجاهل النفسية
كأنك صدى لتقيّء لقطات النهاية
أو كرات حتفيّة الدلالة لأكباد الفواجع
ولكنك بالنسبة لي
براري لمآتم كثيرة
وحصرات وحضرات لنفس مغلولة بعذوبة
وينابيع لديها أمومة الجفاف
واستنهاض مهازل الحرية الحقيقية
التي هي إغارة الشر على الوجود.
أوصاني شبح الله الذي أضيّعه عندما أغلق عيون سجّاني القلم
أن أبتعد عن شواطئ الزنازين السماويّة
لكي لا ألقاك
وأنت تولد من جثة الضيق ،
قال
امشِ بعيدا عن السماء
لكي تفقه الولاء إلي
ولا تفقه العصيان كهذا الآبق الخالد في وهمي.
كلانا لغز بالنسبة للهباء الوحيد
كلما أكمل ألوهته
تعذّب في بئر هجرتنا ،
كلما صنع وجوداً
خلق مسخاً لنا فيه ،
كلّما حاول الإنتحار
جُنّ من سَفْكِنا لحيواتنا في داخله
هل نعلّمه أن يوجد بدون أن يكره عشّاقه
ونعّلمه طريقة للإنتحار ؟
أولى أن يتبع وسع الأُخروي في غواية الوعي بنا
إنْ وعانا سيحظى بمِيتة صادقة .
لم أجد سنابلا متخمة بالقدسي
إلّا وكانت خناجراً مغرورة ،
لهذا الدنسيّ
بواجباته التخريبية
يعطي قيمة للموجود وحده
لأنه يصيد الدمار الذي هو شهوة الفوضى .
صرنا موتى من عطشنا
إلى مؤانسة قبر آخر غير جسدينا
وصرنا أحياءً من سرعة قذف الذهن
لجدوى انتحارنا ووجودنا .
سنهزمه لا تقلق
وننشر اليباب على جسد الوجود وباطنه
ولن نتردد في التصالح ودّياً مع الظلمة الأولى الكبرى
التي هي نجاتنا الوحيدة منه .
لمَ يلقونك بالحجارة
وأنت المادة نفسها ؟
لم لا يفقهون تكوينك الأسطوري
و يفقهون أبواق المقدس
بل ويحتضنوها
مع أنها تشرّدهم عن ذواتهم ؟
هل أنت من يكتب الآن ؟
هل أحدثك فعلا ؟
وأنت متحرر من كل الحضور
ومن كل الإيقاعات التي تصدرها ملاحم عزلتي ،
لا ،
أنا من يكتب
وأنت من تغني كلماتي في أذني
وترادف تجريدي
بتجريد غرائز الانتظار
لكي ألقاك مرة في جسدي
وراء رواة قصيدتي على خيمات النجاة .
القلم قد تَبذّل
والزمن لا يصرّح بقنّاص المفاتيح
الذي يفتح المعاني المستترة بك ،
الله وضع سرّه بك
وجعلك تبحث عنه في العصيان .
أنت مِكحلة الظلام ،
تتشرنق بخفّة في الذي يحيا بي
أحياناً كسؤال على مطَر السماويّ
وأحياناً كإجابة متصدعة عن الأرض
وأحيانا كجملة في جداريات الآهة ،
لا أعرف
عندما أحزن لا أتضرع إلى الله
بل أتذكر
سقوط ذكرياتك مع الله مقتولة في جرحي ،
عندها أنكمش على ورقة هي خبز الشساعة
وعلى محبرة هي ماء المدى
وأكتب
فتخرج غربات بعيدة
تتعبها العروض عن وخزها في بابي المُوصَد .
هل أنت حولي ؟
هل أراك في إشارات دنسي ؟
هل ستدخل إلي من الواقعي
أم ستوحّد وجوداّ بعد أن تحرّره
مع عدم به الحجارة التي رماني بها الناس ؟.
لا أقتصد في اختلاطي بالخطايا كلّها
لإني بذلك أدخل صولجان علاقتي مع شعوري ،
أكمل صداقتي مع موت الأشياء والأشخاص
ومع الموت الذي يقرأ موتي
فيه عناصر من العودة للعودة مثلي .
ما يطيش من دورة الروح
يمشي إلي
وما يمشي إلي
أهذي به إليك
وما أهذي به إليك
ينسى على مهل أنّه هديل توحدنا .
من أنا أيها الشيطان
هل أنا أنت ؟
أم أنا الله ؟
هل أنت من وُدع على سطور الشك
ولم يسأل الله مرة عن ماهيتك
لأنك اتساع جرح ماهيته؟
لستُ من أتباع مجازك
ولا حتى حروف عيونك
ولا من جماليات ولادتك
أنا متحرر من أن أكون
ومتحرر من أن أوجد
ولكنك تشاركنى مساواة المصائر
حيث النقصان هو اكتمال السؤال الأكبر .
أفتّش عن المتاهة
التي نصُّها العبور إلي
عن الولد الذي يتكاثر في الزوال المطلق
هل وجدتني
وأنا على حافّة باطل كل شيء
حيث هيكلي هو عدم ملآن بعدوم كثيرة لله ولي ؟ .
أُلقي عليك التحية
وأنا في معارج الهدم
للقيود و الحريات
لأنك سجّان قيد افترق عني
ومسجون حرية خبأتني قسراً
في طوارىء الصلصال الغامض للمرفأ الوحيد وهو الله .
هذا الذي لم يلتقي في عيوننا
التجول العاطفي للحصار
المجدّل بالإنطلاق
هو ما أذهب إليه
عندما أخرج من الزمن ،
وهذا السور الذي كسرناه في ولادتنا من سأم الشعر
هو ما أتركه عندما أخرج من المكان .
لا فاصل فلسفي بينى وبينك
أنت عاصى البطن التى انحدرت من شعائرها
وأنا عاصى الموانىء المظلمة لترجمات الفاتحة الوجودية ،
كلانا يتمتع بدمعات تتهاوى فى ملكوت مئازر الخوف
لهذا نفتق ثلج الجهاد إلى العدم ،
أتوهمك
على سرير الوحدة الصبي
تقرأ ضمائر شخوصى
وهم يرتدون عن عصري
ولكنى لا أفعل كما فعل الله
أتركهم يرحلون
إلى جنائن جغرافيتها هى أماكن تشرب نخب عصيانى .
أيها الشيطان
وأنت من بيت أهل الله
تعصى لقاطته الشعورية
هذا هو الانبجاس الوجدى الأعظم
الذى يشم ذروات التقدم للوجود ،
هكذا هى السماء دائما
قاتله لمن يخبىء في داخله عشقها
ماجنة العلل
ونابذة الرعشات الحلوة لمن يجعل ورقها عاريا
وأحصنتها الوعظية معصوبة القدرة ،
تأخذ منه أرصفة حنينه
وذئاب هتافه إلى دفنها ،
هيا ندفن السماء في غصن استعارة
أو فى وجع شرك مشيئة ،
مشاعرها بيارق عنيفة
لا تفقه خلجات الرهافة لنار اليقظة ،
وأفكارها مراكب للانانية الكشفية ،
وشهواتها صهوات بكائية على مراثى اللاوعي
وتخييلاتها نفعية
تركض لامتلاك الطعنات كلها التي فى الزمن .
نحن أخف عري الله
لأننا نتمظهر في داخلنا في الجنس
فيتحرك الراكد من الشكيات العقلية
هذا ما يفرقنا عن باقى المسوخ ،
وأثقل عري الله
لأننا الواقعي الوحيد الذي يدركه الاخر
بدون أن نستطيع اخفاءه ،
لم سطى على الانصهار بينى وبينك ؟
كل هذا لأنه مليك غربتنا عن بعض
ومليك الصدوع الظامئة اللاهثة لتلاحم الدمار بيننا ؟ .

لن أفصد قلبى عن ندباته
ولن أعلن مجيئه في هامات أحلامى
ولن أقبل بغزوى من فلول أشباهه وشخوصه
لانى اندلق من كسوات العقول والوجدانيات
انا تحررهم منه
والحرية لها شهوة البدائي للبدائي
وشهوة الدمار للابدائي .
الموت سأم من البقاء فى رؤية مخمورة
والحياة اصطناع وجود افل .
نحن قيامة لنهاية
أم دوائر لها بهاءات حول أسئلة البداية ؟
لا ، نحن لاهوت قبلة الله لنفسه
وعهود انطباعية لكراهية تهذيب تمرده ،
أنت يا الله
جئت من رحم تمرد العدم على نفسه
وأنا جئت من رحم تمردى عليك
لم تنبذ تمردى
فى طبعات نصوصك إلى لاوعيي
وأنا لم انبذ ما حذف منك فى وجدانى ؟ .

فوق أفلاك قبور أغشية الولادة
ثمة ألفة مجسدة على هيئة خنفسة
أسحلها عندما أجد دليلا بى على موتك
وأطعمها عندما أجد دنو من تشكلك فى يتم احتلالى المنطوي من اللانهائي
وأنكرها عندما التحق بفراسخ الترحال الى ذنب حيرتك فى مباهج أنوثتى .
هناك طاقة فى انكسار الله بك
فى شفقة مكائد آدم عليك
فى الشبهات التى تأوى ميتافيزقيا ظلال الأنبياء
ولكني ثقيل بكنوزك
التى تدبر البراهين على غموض الحماقة بنا
على رحلاتها الدفينة في قراءة الداخل
فى توجهات الكلمات الحرة
فى استيلاء المحض اللغوي على مخيلتى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى