جمانة حداد _ بلادُكِ هذا الليل الحارق

من تكونين أيتها الغريبة ؟
أقنعتك الماحيةُ قسماتِ الهجس هي النافذةُ العمياء
بنهم البرق تسرقين النوم
ومن مجون أحلامك تفور الرعشات
مرصودة أنتِ لجهنّم الجسد
وصدعُكِ يتفتّح في الإناء
فكيف لوحدتك أن تتوسّد القلب
رغم النهارات المكتظة
وكيف لحزنكِ أن يرتدي الجفون
ولمساءاتك الشديدة الانحدار
أن تنتشل الوجه من الهاوية ؟

من تكونين يا غربة الذكرى عن الملمس
وغربة الجذور عن الفرار
أيها الانحلال الغامض ككثافة الغيم
والاندثار الشبيه بالذات ؟

العطشانُ جسدٌك ترويه شهوته
كصحراء تنتشي من ظمأ رمالها
أرضك الضيقة أرحب من صدر العاشق
ونقطة من عريكِ فينهمر القمر.

قولي كيف يؤتمن خيالك على الجوهر
كيف تلتئم رغباتك عند الفجر
وتلهب توقك إلى التعرّي ؟
كيف يكون لكل شروقٍ سكّينه أيتها الغريبة
كيف تستطيعين !

غريبةٌ أنت أيتها الغريبة
تتأبطين وحدتك
التي تركض في السهول
باحثةً عن عصافير للغابة
وحدتك الخفيفة
كنهدٍ لم يجتز عتبة الخيال.

ترى أين تسندين نجمتك عندما تمسك العتمة ؟
أين تلمعين أيتها النجمة الغريبة ؟

من تكونين أيتها الغريبةُ يا نفسي
يحسبونك المتمردة
وما أنت إلاّ شبقٌ يخترق ذاته
وذاك الذي يحسبونه رفضاً
ما هو إلاّ دوار التيه.

ومن فرط الأقنعة يمّحي وجهك.

by William paiva

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى