دعوة للتضاؤل – محمد جابر

أنتقل الآن
إلى مرحلة جديدة من التضاؤل
حيث تتهاوى كل الخيارات
و تتكدس في الذاكرة كنماذج للفشل
دائمًا ما يكون هنالك فشلٌ أخير
هذا ما ينبئني أنني سأسقط مجددا
أو أنني قد ارتكبت أمورا
لم تحدث بعد
ما غاية الاستمرار اذن ؟؟
و أنت ترتب فقط
ما يلتقطه القدر من خيارات
و تعلقها على هيئة انكسارات جديدة
الضحك طريقة أخرى للتضاؤل
يندثر فيه الكثير
و لا يتبقى منك سوى السخرية ،
أنت تتلاشى عند كل انفعال
حينما تترك للبداهة
حق الاختيار عنك
و تعاود الظهور فقط
حين ترتدي ندما
يليق بما ترتكبه.

(رفوف في الوعي)

دائما ما يصبح كل شيء سخيفا
بعد أن تعيش داخل الكتب مدة طويلة
حيث تتعلم من “ايمانويل كانت”
كيف تعامل الزمن
و كأنه ابن اخيك الاصغر،
او كيف تتم المعرفة داخل علبة سجائر،
تتعلم من نيتشه
كيف تكون بعيدا دائما
بعيدا عن نفسك حتى
ستجد أن الأسئلة تتسرب إليك
من الجهة التي طلبت منها الاجوبة
لذا ستخرج برأس ثقيل
….
دائما ما ينتهي الامر
إلى أن تعرف باننا في مسرحية دمى
حين تقرأ رواية ما
لفيكتور هيجو مثلا،
و هو يلفظ آلامه الشخصية
على هيئة جان فالجان
إلا أننا نحن من نتألم!!
انك ترى “كونستنتين جورجيو” و هو يعذب يوهان
و يلقي اللوم على الشخصيات الاخرى في الرواية
سوف تدرك عندها أن الراوي فقط
هو من يملك اليد العليا في معاناتنا
….
يبدو كل شيء سخيفا
لذا ستعرف أن كافكا فقط
هو من علم الحقيقة
علم باننا كوابيس حية
نستيقظ كل يوم على هيئة حشرات
او فاشلين فقط،
و هذا اشد بؤساً…..

(ما يختبئ في الذاكرة)

يمكن للشك أن يكون منفذا
نتهرب به من اضمحلال المعنى
نحو نهايات أكثر غموضا
إنه يوصد الوعي بالكثير من الأسئلة
فالحياة لا تتسع لكل هذا اليقين
كيف يمكن أن نتأكد من أي شيء؟
و نحن ننكر ما يمر في الذاكرة
يمكن أن يتقمصنا الشك
فنظهر بصورة مبهمة،
صورة نفتقد فيها لأجزائنا
التي كنا متأكدين من وجودها
نبدأ رحلة نحو ادعاء مشوه
حيث الكثير من الالتباس في هذا الأفق
و المزيد من الطفح في الرحيل
ليس هنالك وجه آخر لهذه العملة
إنك تنظر لها من كل الجهات
كي ترى وجهك فقط
إننا نتوقف عن هذا الادعاء
حين نبعثر الذاكرة
بحثا عن خذلان مخبأ
خلف أنقاض الوقت
لكي نستبدل هذا الضياع
بالوجع فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى