أسامة الدناصوري ـ بصدق

بصدق

أقول لكِ بصدق:
لقد مللتُ تماماً كونى دبّكِ القطنىّ الأبيض السمين
والذى تأخذينه عندما تنامين فى أحضانك
حالمة بالجرابيع، والشواذ، وأعضاء الحمير.
لمن هذه الابتسامة أيتها الساقطة؟
ألاتخجلين!
انتبهى لهذا الخرطوم الأسود الهائل
الذى يتدلّى من أفكارك الآن.
اشفطى أفكارك اللعينة
وافلتينى
لأعود إلى غابتى البيضاء
أخمش القشرة الثلجية بأظافرى
بحثا عن سمكة صغيرة أسدّ بها رمقى.
كنت أحلمُ بأن ألتفّ كلبلابة حول فرعكِ.
أين هو فرعك الآن؟
أيكون هو ذاك الذى يتوارى تماماً
وسط هذه الغابة المتشابكة من اللوف، والحامول، والهالوك
وكلّ متسلق لعين؟
ثم لمن هذه التينة العجفاء المبقورة
التى تشغى فيها الديدان؟
أهذا هو ميسمك النابض الغفل؟
ذلك الذى كنت أتوق لأن أشمّ رحيقَه!
افلتينى أرجوكِ
لأفرّ بعيدا عن هذه الرائحة النتنة.
لكننى أعلمُ
أنها ستظل تطاردنى إلى آخر الدنيا
طافحة من جوفى كذكرى أليمة
لجريمة دُبّرتْ بعناية عبر سنين
كنتُ فيها الجثة, والمسرح, والأداة,
والمُتستّرَ, فى النهاية, على كل ماجرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى