عن فهرس أنطولوجي

خطبةُ الموقع – كتبها وألقاها المؤسس والمدير العام: محمد الحكيم، عام 2015

شكرًا على حضوركم، على وصولكم، تباركت الرحلة والوجهة، وأهلاً بكم في قلب الشعر.

أريد أن أبدأ بالقول، أنني ممتنٌ للشعر، شكرًا لهذا الفن الرائع. أحب أن أعيش الشعر، وأكتبه، وأقوله، وأتقمصه، لأنه لغةٌ مكثفةٌ، ولسانٌ مبين عما نشعرُ به، الشعرُ شكلٌ توضيحي عن تشريح دواخلنا، عن قدرتنا المجنونة على التجريب والتعبير والتواصل.

تاريخُ الشعرِ هو تاريخُ الجمال الإنساني، الذي قدَّمَ الخيبات والصراعات وطرائق العيش والحب والمضاجعة، تاريخُ الشعر هو تاريخُ صراع الإنسان مع الموت، واستكشاف مناطق الخطر داخل الغابة والنفس، ومسارات الإبحار المجهولة في محيطات الدهشة.

لا يُمكنُ للشعرِ سوى أن يكونَ موجةً، تُفسدُ الركود، تسخرُ من المستنقع، حتى لو لم يكن لها وظيفة سوى أن تتهادى ببطءٍ أحياناً، وبعنفٍ وشبقٍ أحياناً أخرى، لتستقرَّ على الشاطئ. هناك شعرٌ آخر لا يحبُ الشواطئ، بل يسيرُ مع التيارات العميقة في ظلمة القاع. الشعرُ كلامٌ سائلٌ عميق، قد يفتنك، أو يقتلك، وأحياناً يصيبك بالبللِ لا أكثر.

الشعرُ أهمُّ عنصرٍ من عناصر المعرفة البشرية، لأنه يصنعُ الغناء، ويصنعُ الموسيقى، ويوجزُ لنا الزمن في لمحاتٍ خاطفة، الشعرُ هو قطرةُ الماء التي تمنحنا البحر، بذرةُ الأرضِ التي تحملُ في ذاتها الغابة. الشعر هو الدفقُ الهادرُ للأنفس المرهفة، وقد آن له أن يكون صوتاً، فالشعرُ وإن كانَ كتابةً، إلا أنه كصوت، وأداء، وقولٍ منطوق، يقتربُ أكثر من حقيقة جوهره، ذلك أنه صوت الذات الداخلي، الذي يجبُ أن يكون مسموعاً، ولذا خُلقت هذه الأنطولوجيا الصوتية لتسجيل الشعر من جميع أنحاء العالم

فإذا مللت من الصراخ الذي يملأ الدنيا حولك، اسمع شعراً. إذا أزعجتكم أمواج الكراهية والقبح التي تضربُ أيامنا بلا توقف، ابتداء من السياسة، والنعرات المذهبية والتعصب الديني، اسمعوا الشعر.

اسمعوا القصائد والدواوين الصوتية التي نقدمها، لتعرفوا كيف تقولُ الأممُ الأخرى الشعر. لتعرفوا كيف تبدو شكل القصيدة في أفريقيا، جامحة ولها صوتُ طبلٍ وتمتلئُ رقصاً.

كيف هي المشاعر التي يُحسها الصينيون عادة، وكيف يعبرون عنها؟ هل يلعبون الكونج فو بالكلمات؟

ما هي الهموم التي تشغل بال قسٍ من نيكاراجوا كان يحبُ مارلين مونرو، وكتب صلاةً من أجلها.

كيف يتناول أصحاب الثقافات المختلفة الجمال؟ كيف يعبرون عن الألم والأمل؟

هنا في فهرس أنطولوجي، في هذا الفضاء الجمالي، سوف نجوب العالم، نقرأ للشعراء الأكثر فداحة، لعله يكون أعلى من صليل الأسلحة المُشهرة في أنحاء أوطاننا، لعله يكون أعلى من أي صوتٍ قبيح نريدُ إخراسه.

هنا موطئٌ أمهده على مهلٍ لمسارٍ شعري لا ينتهي، لسنا مقيدين بعددِ صفحاتٍ ورقية، بل بصفحاتِ عُمرٍ قد لا يكفي لتأثيث هذا الفضاء الرحب بكل ما في دواخلي من رغبةٍ للقول، لكنني بدعمكم سأقول، ولكم سأنشد، فأهلاً وسهلاً بكم.

محمد الحكيم – 2015

يمكنك مشاركة الموقع مع أصدقائك لينضموا إليك في تذوق الشعر والأدب.

وللتواصل السريع عبر واتساب 00971559404239

زر الذهاب إلى الأعلى