مضنى بالظمأ الروحي
تعذّبت في صحراء موحشة
وفجأة ظهر لي عند مفترق الطرق
الملاك “سيرافيم” السداسي الأجنحة
وبأصابع خفيفة كالحلم
لمس قرة عينيّ
فانفرجت مقلتايّ النبويتان
كأنهما عينيّ نسر مذعور
ثم لمس أذنيّ
وملأهما ضجة ورنيناً
فسمعت رعدة السماء
وتحليق الملائكة في الأعالي
وسريان حركة أغوار البحار
ونمو الكرمة النائية
وانحنى الملاك على فمي
وانتزع لساني الآثم
الخامل والمراوغ
ووضع في فمي المشدوه
بيده اليمنى المضرجة
لسان الأفعى الحكيم
وشق صدري بسيفه
واقتلع قلبي المرتجف
وأقحم في صدري المشقوق
جذوة متأججة النيران
فانطرحت في الصحراء كجثة
وناداني صوت :
“انهض، يا نبي، وابصر،
ولب إرادتي،
وجب البحار والأراضي
وألهب بقولك قلوب الناس
*
ترجمة: د.طارق مردود.