هذه التجاعيد لا تعني شيئاً.
هذا الشعر الأشيب لا يعني شيئاً.
هذه البطن المترهّلة
من امتلائها بالطعام، هذان الكاحلان
المصابان بالكدماتِ والانتفاخ،
دماغي الذي تخيّم عليه العتمة،
كلُّ ذلك لا يعني شيئاً.
فأنا ما زلتُ ذاك الصبي
الذي اعتادت أمي على تقبيله.
السنوات لا تغيّر شيئاً
في أماسي الصيف الساخنة
أحسّ بتلك القُبل
تنحدر من شفتيها
الغامقتين القصيتين،
وفي الشتاء تطفو
فوق أشجار الصنوبر المتجمّدة
وتصل وقد غطّاها الجليد
لأظلَّ محتفظاً بصباي.
ما زلتُ غيرَ قادرٍ على كبْح جماحِ
تَوقي إلى ذلك الحليب.
البراءة تدفعني.
فأحبو من السرير إلى الكرسي
عائداً مرّةً أخرى.
ليس لي أن أموت
فمحصّلةُ الميلادِ الجليلة
وتذكارُه، جسدي،
يتذكّر ويظلُّ متشبّثاً.
ترجمة: عبدالوهاب أبو زيد.