في كتب الأولين رسائل كثيرة عن الحب
أشهرها طوق الحمامة
وأشهر ما في الطوق : أعزك الله ، الحب أوله هزل وآخره جد
غالبا وقف الخلق عند الصفحة الأولى
لأنه في الصفحة الثانية
يقول ابن سينا:
الحب مرض عقلي
ربما لا يكون نتيجة مباشرة للعمى
أو لليأس
لا ينتهي بالحكمة
ولا يقود بالضرورة إلى المارستان
رغم أنه في العصور الحديثة كلب حقيقي من الجحيم
عضة واحدة كفيلة بإصابة دائمة بالسعار
بالرعب الحقيقي من الماء
من الغرق
الحب – أعزك الله – سريع الإشتعال
لا يقتله الوقت
كما تقول الأغاني
الحب يقتل نفسه بالحب
بالخواء
الخواء الرهيب الذي يعقب الجنس
خواء ينحل بالتدريج
وأنت تنفث دخان سيجارة هي الأجمل دائما
في السرير
وانت ترى هذا المهبل المفتوح
كآنه خال من الأسنان
كأن أسنانه
في خيالك
الحب كائن بسيط
تقتله شعرة طويلة في طبق الأرز
أو الحساء
ملح زائد أو ناقص في الأكل
يقتله الكلام
احتقار العمل المنزلي
يقتله الصمت
الحب كُلُّ
تقتله التفاصيل، قائمة طويلة من التفاصيل
وأنا لا أحب القوائم
وأنت دائما أعمى
لا ترى الحقد ينمو في ” سبت الغسيل “
لكن أرجوك لا تكن غبيا كذلك
أرجوك
الكراهية ليست الوجه الآخر للحب
الكراهية كائن منطقي
لا ينتهي
حتى لو وضعت رأسك في فرن يعمل بالغاز
الكراهية لا تعنيها شعرة في الحساء
ولا كل هذه التفاصيل
الكراهية مثل الحب
مثل البكاء
لا تحتاج إلى سبب
ورغم ذلك
هي بناء مهيب
هندسة باتساع الروح
مديح حقيقي للحقيقة نفسها
ولأننا – جميعا –
أنبياء
كذبة بالطبع
نبلاء
بالوراثة
وقديسون
بالسليقة
حتى الطغاة يا أخي
يقتلون شعوبهم بالحب
وحتى الآن يا أخي
لم أجد
رجلا واحدا
يقف مع نفسه
وقفة جادة
ويقول:
أيها الرجل الذي هناك
أيتها المرأة في سريري
أيها العالم
أكرهكم جميعا
وأكره هذا الكائن الوضيع
العائش في الأغاني
النائم
كعقرب في الحذاء
أكرهكم جميعا
ولست سعيدا بهذه المصارحة
فأنا أيضا
عضني
في يوم من الأيام
كلب
لا أعرف حتى الآن
هل كان قادما
أم أنني كنت ذاهبا بنفسي
إليه
في الجحيم