هل شربت من كأسك أم مازلت أقود إلى الماء كأسي ؟
جرعة ؛جرعة كنت أبلل عطشي ؛ أمد سيري في صحراء وجداني ؛ ولا أتعب من
الترحال ؛ أدس خبيئتي في روائح قادتني إليك .عرفتني الآرام وانحت لي ؛ وخلفي
دست في وجيبي شوقي المحاذي إليك ؛ وما انسكب نهري سوى تاريخ ؛ تاريخ
الأرض الذي غفوت على كاحله حتى أرى في حلمي أنك من طيوب الماء .
سأشرب من فتنتك هيامي ؛ وإن خامرني السؤال عن معناك في وجودي ؛
سأشرب من تشابه بيننا في نياط القلب ؛ وأسافرإليك ؛ أحمل أندلسي ؛ ووجها
مليحا لأمي ؛ أطير ؛ أعبر المدائن حاملا دثار النور لقلبك المجيد.
كل صباح يفارقني يأتي ؛كسرب نور ؛ يطالعني من أنباء الغيب ؛ أن عمر الكلام
أوسع من شرفات الوقت القديم ؛ وأن الأرض تدور ؛من صفوها ؛ على أحجاري.
بعض ما كان يهرب مني لا أجده سوى وشم يديك على لون اللثلج ؛ فأفرح إذ
يسابقني الدفء مني إليك ؛ فألبس حنيني إلى الصبوات .
لا شيء يشغلني عنك مادمت يدي التي تعبر وجداني ؛ وتلتقط شغفي بين ألحان
الماء ؛وتهديك موعدا مبللا بالاعطاش . أعرف أن أصابعي تلامس زهو أنفاسي ؛
وأراها تسطر صعود الأفياء من رئة النهر لتغسل على إثرك الأرض.
كان النداء صدى الأزل في عينيك ؛ يهز ثمراته من نخيلي ؛ وأسمع دبيبه في
كلماتي ؛ به أشعل للآتي يقظته على حواف المجاز؛ وأحرق بخورا طاول عطره
زند الفرح في لذائد الاشتهاء .
حين جئت من بعيد أرتق جرحي بطعم كلماتك ؛ أوسعت لي اللغات ظلالها ؛
ومشيت ؛هامسا ؛ للجرح أن يدها شفاء ؛ ولم يخامرني ؛هذه المرة ؛ سؤال .
أليس يكفي أن أرى الغناء معدن النور ؛ وأن الرقص للفراشات يقين يضئ
أسوار الريح من أركان العتمات ؟
على أي ؛
أنا هنا أدافع عن كيان الغناء ورحابة اللغة في أنفاس الله ؛ طائعا مطيعا جدائل
الكلام من يقين عتقته في جراري امرأة من رخام المطر ..