“العاهرة ” و “ديزي كينيون”.. المرأة في حياة الرجال

أشخاص:

في كل أسبوع يختار الناقد السينمائي الأميركي ريتشارد برودي فيلماً كلاسيكياً ، وفيلماً عصرياً ، وفيلما ً مستقلاً ، وفيلماً أجنبياً ، وفيلمًا وثائقيًا لعرضهم جميعاً على موقع مجلة نيويوركر الإلكتروني على الإنترنت ، اختار مؤخراً خمسة أفلام وقع اختيارنا على فيلمين منهم لأنهما يمثلان تجربتان مختلفتان فريدتان، أحدهما عرض عام 1931 هو La Chienne ” العاهرة ” يتذكره الأجداد بكل ما يحمله من صنعة سينمائية مبكرة حاز على الاعجاب وتم ترميم نسخته حديثا في 14 يونيو / حزيران 2016.

أما الثاني فهو ” ديزي كينيون ” 1947 لازال باقياً في ذاكرة الأحياء ،هذان الفيلمان اللذان اعتبرتهما الكثير من المؤسسات التي تعنى بالسينما من التراث الكلاسيكي السينمائي على مر عصورها .

” العاهرة ” ربما لم يكن أي مخرج للأفلام أكثر تأهيلاً لصنع أفلام عن الفنانين من جان رينوار الذي كان والده الرسام أوغست رينوار حيث استحوذ على الحالة الحسية لفن أبيه إنها قصة من القسوة العاطفية الفظيعة والقيم التي يتم فيها شراء القلوب والأرواح وبيعها والرسومات فقط، هي الأثر الذي يبقى .

موريس ليجراند ” ميشال سيمون ” هو رسام من الهواة وزوجته أديل ” ماغديلين بيروبيت ” لا تملك أي صبر على هوايته ، في إحدى الليالي أنقذ موريس شابة تدعى لولو ” جاني ماريس ” تتعرض للضرب في الشارع يبدو أنها ستتحول إلى أن تصبح عشيقة له دون أن يعلم أنها عاهرة فتقوم ببيع لوحاته دون علمه أيضا لتحصل على أموالها التي ستعطيها للقواد ديدي الذي تحبه ، قصة الفيلم تتطابق مع رؤية الفنان رينوار الذي كان عاشقاً للجمال والذي بيعت لوحاته في حياته بأبخس الأثمان .
أما الفيلم الثاني ” ديزي كينيون ” فعلى الرغم من كون جوان كراوفورد بدأت مشوارها السينمائي نجمة للأفلام الصامتة في نهاية عشرينيات القرن الماضي ، إلا انها كانت في أفضل حالاتها في التسعينات والخمسينيات لأنها كانت تعمل بعد ذلك مع أفضل مخرجيها أوتو بريمينجير الذي قدمها في فيلم ” ديزي كينيون ” عام 1947 وهو ميلودراما قدمت من خلاله كروفورد واحدة من أكثر عروضها إثارة للقلق ، امرأة يعشقها رجلان فتقع في حيرة أيهما تختار المحامي دان أومارا ” دانا أندروز ” أم الضابط البحري بيتر لابام “هنري فوندا ” ونتيجة لذلك تنهار حياتها فتختار العزلة كخيار أخير لها ، إنها واحدة من أكثر قصص الحب في هوليوود وأكثرها اضطراباً .

عن / مجلة نيويوركر

ترجمة: أحمد فاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى