نهار صيفي مبتذل.
وغمامة أفكار مشتتة تلتحلم شيئا فشيئا في فكري المتصدع ليبعثرها كل حين وآخر إحساسي بالظهيرة الخانقة، وطنين ذبابة لا أستطيع أن أراها.
نحن العدم المطوي على ذاته كلفافة تبغ تحترق قربانا على مذبح وجودنا المتهالك أو لا وجودنا المغرور .
وززززز
ها هي مجددا ..حسنا إنها ليست ذبابة بل بعوضة كبيرة .ههه تتجول بصفاقة مدهشة في منتصف النهار .متحدية الطبيعة ..ههه أهي حقا من تتحدى الطبيعة ؟!
مسكينة فمنذ أن لمع المصباح في رأس أديسون .ما عادت تعرف ليلها من نهارها .إنها تلدغ بشكل هيستيري.
أظنها تعاني الأرق .
حملقت في الساعة قبالتي الوقت يحصدني كطاعون القرون الوسطى ..أشعر بثقله الشديد على دماغي المتعب .
تناولت القرص الأخير من علبة الدواء المجاورة .ابتلعته من دون ماء …نصف ساعة مرت لا شيء تغير
نصف ساعة أخرى لا شيء أيضا …أظنني أعاني الأرق .
جررت نفسي من السرير وإذ بكائن غريب رمادي بستة أرجل رفيعة وخرطوم طويل يقف قبالتي صرخت فصرخ .سقطت فسقط ….مرت البعوضة مجددا وحطت على الوسادة سحقتها بغتة ثم نمت .