توماس برنهارد – خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر

خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،

النهر يجلب لي الشكوى،

النهر يجلب لي الأحلام،

النهر يصمت، عندما أحلم في المساء

بغابات الشمال…

.

خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،

أستبدله أبي بطائرين عادى بوالدتي، محمولة، بسلة، إلى البيت،

والدتي كانت قد فقدت أخي في النوم، عندما كان عمره سبعة سنوات

وكان تعبا…

.

خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،

عشب له طعم حزين، شمس سوداء،

قمر الأموات،

بلبل لا زال يشكو

من خبز ونبيذ

وحليب في أباريق كبيرة

مسجونة في دهاليز مظلمة

.

خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،

ينحدرون عبر طرق الحقول الملتوية

إلى القرى، إلى غابات الألف عام،

غدا يسألون عني،

عن موسيقى ألمي ( مرضي )،

عندما يجف كل شيء، ذلك الذي ما تبقى من الأمس،

من حجراتهم، من المكان المقدس

وأماكن الانتظار

.

أريد أن أتركهم، لا أريد الحديث

معهم،

إنهم كانوا قد غدروا بي، الحقل يعرف هذا، الشمس

ستدافع عني

أنا أتيت متأخرا…

.

خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،

هناك يكون احتفال يوم قروي آخر ( Kirtag )، غير هذا،

في قدر ( مرجل ) الفلاحين جثث أموات طائفة

وحول البركة

يذوب الدهن، بصوت خافت، من الهياكل العظيمة المحمرة ( ذات اللون الأحمر )،

هناك لن تحلم الروح بالطاحونة،

الرياح تدرك هذا

الرياح فقط…

.

لأن خلف الأشجار

غدا،

وخلف الهضاب

غدا

يكون عالم آخر.

*

ترجمة: قاسم طلاع

من ديوان ” مجموعة قصائد ” الصادر عن دار سوركامب ( Suhrkamp ) عام 1991.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى