خورخي لويس بورخيس – السعادة

هذا الذي يحضن المرأة هو آدم. والمرأة هي حواء.

وكل شيء يحدث للمرة الأولى.

رأيتُ شيئا أبيض في السماء. يقولون لي أنه

القمر، لكن ما عليّ أن أفعله بهذه الكلمة، بهذه

الميثولوجيا كلها.

الأشجار تثير خوفا فيّ. إنها بمثل هذا الجمال.

الحيوانات الهادئة تقترب مني كي أسّميها بأسمائها.

ليس ثمة حروف في كتب المكتبة. لكن حين

أفتحها تبرز الحروف.

وحين أتصفح الأطلس أختلق شكل سومطره.

وهذا الذي يشعل عود ثقاب في الظلام، يكون من إكتشف النار.

في أعماق المرآة شخص آخر، متربص،

وهذا الذي ينظر الى البحر يرى إنكلترا.

وهذا الذي يُلقي أبيات ليلينكرون *

يبدأ المعركة.

حلمتُ بقرطاجنة، بفرق الرومان التي

إذاقتها العذاب.

حلمتُ بالسيف والميزان.

مُبارك هو الحب الذي ليس فيه طرف مالك

وآخر مملوك، فكل منهما مخلص للآخر.

مُباركة كوابيس النوم، فبفضلها نصدّق

بوجود الجحيم.

هذا الذي ينزل النهر يغطس في نهر الغانغيس

هذا الذي ينظر في الساعة الرملية يرى كيف

تتقوض الإمبراطورية.

هذا الذي يلهو بالخنجر يتوجس موت القيصر.

هذا الذي ينام هو الناس أجمعين.

في الصحراء رأيتُ أبا الهول فتياً إنتهى نحت هيئته قبل قليل.

لا قديم تحت الشمس.

كل شيء يحدث للمرة الأولى لكن وفق نموذج الأبدية.

والذي يقرأني يخلق كلماتي.

____________

* ديتليف ليلينكورن Detlev Liliencorn وإسمه الحقيقي فردريك أدولف أكسيل، شاعر غنائي ألماني (1844 – 1900) إشتهر بقصيدته الملحمية ( بوغفريد (Poggfred

*

ترجمة: عدنان المبارك

**

((ترجمة أخرى))

السعادة

*

أياً كانَ من يحتضنُ امرأةً فهوَ آدمُ، و المرأةُ حواءُ.

كلُ شئٍ يحدثُ للمرةِ الأولى.

أنا رأيتُ شيئاً أبيضَ في السماء. أخبروني أنهُ القمرُ، و لكن

ماذا يمكنني أن أفعلَ بكلمةٍ و أسطورة.

الأشجارُ تخيفني قليلاً. يا لجمالهنّ.

الحيواناتُ الوديعةُ تقتربُ مني كي أخبرَها بأسمائها.

الكتبُ في المكتبةِ لا تمتلكُ حروفاً. بل تنبثقُ عندما

أفتحهنّ.

أتصفحُ الأطلسَ فينبعثُ شكلَ سومطرا.

أياً كانَ من يُشعلُ ثقاباً وسطَ الظلمةِ، هوَ من اختلقَ النارَ.

داخلَ المرآةِ هناكَ آخرٌ يتربص.

أياً كانَ من حدّق في المحيط، هو سيرى إنجلترا

أنا حلِمتُ بقرطاجة، و بالكتائبِ التي دمرت قرطاجة.

أنا حلمتُ بالسيفِ و بالميزان.

مباركٌ هو العشقُ الذي لا يوجدُ فيهِ مالكٌ أو مملوك، و إنما

إثنانِ مسلّمان.

مباركٌ هو الكابوسُ الذي يُظهِرُ لنا

أنّ بمقدورِنا اختلاقَ جهنّم.

أياً كانَ من يقصدُ نهراً، هوَ يقصدُ الجانجي

أياً كانَ من تطلعَ في ساعةِ الرملِ،هو يرى انحلال إمبراطورية

ُ أياً كانَ من يلعبُ بخنجرٍ، هوَ يخبرُ مُسبقاً بمقتلِ قيصر.

أياً كانَ من يحلمُ، هو الإنسان الحيّ.

وسطَ الصحراء، رأيتُ أبا الهولِ صغيراً، منحوتاً للتوّ.

لا يوجدُ شيئ أقدم تحتَ الشمس.

كلُ شئٍ يحصلُ للمرةِ الأولى، و لكن بطريقةٍ أبدية.

أياً كانَ من يقرأُ كلماتي، هو يختلقها بنفسِه.

*

ترجمة: عدي حربش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى