جنود بلادنا من لم يؤوبوا راجعينا
إلينا من ميادين القتال الداميات
يخيل لي أحياناً
بأن أولائك الغياب ما اجتدثوا أراضينا
و لكن أصبحوا طيرا لقالق هائمات
.
و مذ تلك العهود من الزمان
و هم أسراب أطيار تحلق و هي تدعونا
أليس لذلك نصمت كلنا أحزان
إذا نحو السماء رنت مآقينا ؟
.
و انى اليوم أبصر ساعة الغسق
طيور لقالق بيضاء تسرب في الغيوم
و تتبع نفس ما ألفت تسير به من النسق
قديما حين كانت بشرا تمشى على نحو نظيم
.
و ما هم يقطعون طريقهم في الأفق ممتدا
ينادون بأسمائهم بعض الأهالي
فما أشبه لهجاتنا الجبالية مدا
بأصوات اللقالق و هي تصرخ في الأعالي
.
و ذاك مثلث من طيرها ضفرا
ليذرع في الغروب السحب و هو مهلهل جهدا
و أبصر في صفوف الطير موقع طائر صفرا
لعل الموقع الخالي مكان لي أعدا
.
و حين يحل ميقاتي سأمضي
أطير مع اللقالق في العتمة الزرقاء
ألقلق من وراء الأفق في حزن أناديكم
بأسمائكمو يا كل من خلقت فوق الأرض من أحياء
*