(1)
…من الصعب أن نتطفل على” الأدب”حاملين أحقادا كثيرة،فأجمل ما نكتب هو ما يكتبنا بقعا بيضاء.
…أقول هذا و أضيف:
كان الوطن وسادتي الوثيرة، وظل المصطلح يتضخم في رئتي حتى دخلت الأدب وشفيت من زوائدي العاطفية وتطلعت لحقيقة الوطن:نحن فقط أوطاننَا .
مازلت أربط جسدي بتراب مدينتي ..خلق الله مدينتنا من حفرنا وفوهاتنا:من ثقوبنا ومساماتنا :أمكنة الضوء والنور والألم .
فإرتبطنا بدون وجهة للحب بحُب التراب .أعرف مقاسات كثيرة لوطنيتي :فأنا أحب شجرة ربيتها بصبر خالق، وبابا يتألم من قسوة المفاتيح يؤويها فتبكيه .
من داخلي لداخل الوردة ،من داخلي لداخل الماء، أربطة عفيفة.
إنِي وطنٌ
نحنُ والآخرين،
وردةٌٌ.
وماقبلُ،
تراب من وطنْ.
( 2)
في بادىء الأمر ،كان الخيال مسكنا حقيقيا لألمي، ثم تكدس الشعور عندي بأني أقترب من الحدود القاتلة للمفاهيم عبر الكتابة ، كحل أخير للخروج من الكثافة الحسية للأشياء التي لا تتحرك، فيصيبني خوف كبير من أن أكتب عن الكائنات التي لا تملك أرجلا و لا أيادي، من الاشياء التى تحرك حواسنا ولا تتحرك ..فأزدحم بالبيت، و بالشارع، وبالمدينة، كأن المكان الوحيد لغربة الاشياء المصابة بالشلل ،هو قلبي.
أخسر
حرا ،
حربي الوحيدة !
لا أحد يحاربني ،
لكني أخسر…
(3)
كتبت الادب لعلل كبيرة :المرض والمزاح والقلق..
يخيل لي اني واقفة ،لكني أقع دائما هنا قد أتحدث عن المساحة كتقدير حقيقي للألم :عن الخوف يحاربني كمقاتل، وأنهزم أمامه_دوما_ كمبتدئ.
أتخلى عن مشاهدي الحقيقية، و ألجأ للأدب أبذر دمي ،و شجني في كراسات التعبير،
و أدفن الحقيقة لأمراضها الكثيرة ،فأكتب مجموعة من النصوص هي سيرتي الآن بعد إسمي أقول هنا :
*
لم يعد بوسعي أن اموت
فكرت في طرق عديدة لموتي،
قتلت اليوم بعوضة تسري في خيالي ،
فإستفحلت في دمي ,
فكرةْعظيمة ..
تتمشى الفكرة في رأسي كبيرة ،
فأخرج من فوهة في بداية الفكرة ،و أنفجر …
**
حطِمنى أيها البكاء إذن ،
وأشكلني بالحبر،
ثم صورني إمرأة مثلا
ولأبك .
أبكي هكذا لأسباب عريقة :خطأ في الجغرافيا ،
فأفتح القلب على أمي تجاهر الله بخوفها ،
فأستحم في بكائها الطويل.
خطأ في التأويل ايضا :كأن أفتح هوة في صدري لرجل ،
لا يغلق الابواب التى يفتحها ..
فأحرس الباب لاني أستدليت من المجاز على أقرب مفتاح ،
كان قلبي …
*
لأخطاء معرفية كثيرة
سأغير مكان رأسي .
فأصيح :هذا الرأس لم يعد يكفي:
للحب يتعلم المشي،
للألم يجري ولا يتوقف،
للوطن مقعدا كسيح.
في أسفل الشِعر مسودات لن تعيش ،
في الاسفل الآن رأسي..
(4)
القصيدة لن تكفينا لنأكل و نتحدث و نموت
سأهرب” للتخييل “.
ماضيا في الفكرة ،
ثم واقفا.
قد أموت هكذا ،نعم هكذا :
سطرا في حكاية ،
أو توهما لفكرة ،
اسفة أيها العالم !!
هنا الشاعر،
هذا انا.