بيتٌ ريفيٌ سقفه من القشِّ
أبوابه وشبابيكه من البُوصِ
وامرأة ريفيّة تحكم إغلاقه عليها
كل ليلةٍ ترتدي كل الأثواب في “دولابها” الخشبي
وتلتحف بكل أغطية السرير
تلملم في نفسها
هناك رجل يراقبها من سقفِ البيت،ِ ويفتح شقوقًا في الجدرانِ، ويوزّع ظلاله في كلِّ الأركان،
وبالرغم من كل تلك الأثواب يلامس جلده جلدها
يفتح فمها ويسكب فيه الكلام، يسرِّح شعرها ويجدل ضفائرها،
ويعد لها الطعام
رجلٌ إذا ما أشعل سيجارته هناك في أبعد مكانٍ في البلادِ
وأخرج أول نفس من صدره طار السّقف وانخلعت الأبواب والشبابيك
نفس آخر يصبح البيت بلا جدران
ومايزال يدخن حتى يخلع عنها أثوابها ثوبًا ثوبًا فتصبح عارية تمامًا
عبثاً تلملم في نفسها
نفس آخر يقشر جلدها ويخلع عظامها
ومع آخر نفس في سيجارته يمدُّ يده ليحصد كلَّ “أحبّك” الخضراء المزروعة في حقول قلبها
في الصباح تجمع الكثير من القش، وتجدل أبوابًا جديدة وشبابيكَ من البوصِ
وتستعير الكثير من الملابس،ِ وترمّم الشّقوق، وتملأ فمها بالكلام، وتزرع الكثير من “أحبّك” الخضراء فى حقول قلبها
وتسأل القرويين كم يكلّف استئجار منزلٍ في المدينةِ سقفه خرساني وأبوابه من حديد ؟!
130 دقيقة واحدة