زنازين افتراضيّة بنوافذٍ زرقاء
أسرَّةٌ بيضاءٌ وزهورٌ بنفسجيّةٌ
هنالك وحشٌ جائعٌ
لابدّ أن تطعمه كل يومٍ
قصةً جديدةً
بدماءٍ قرمزيّة
ونبيذٍ رخيصٍ في جمجمةٍ آدميّة.
في الزنزانةِ المقابلةِ لزنزانتي
ثمّة عاشقٌ بلا فمٍ يحاول تقبيل حبيبته
رسم على جداره فمًا كبيرًا
ونام ليحلم أنه أشعل حربًا كونيّة به.
في الزنزانة البعيدة شيخٌ صوته مبحوحٌ
يقول ” سيمتصّكَ الخيال
ويسرق أجزاءً منك دون أن تدري
لا تُطلْ البقاءَ طويلًا هنا ”
في زنزانتي ألوانٌ وسماءٌ
ونوافذُ يطلّ منها العابرون
و فيها مطبخ
أطهو فيه القصائد
” الحزن هو النّار التي تُطّبخ عليها القصائد ”
أحرص دائماً أن يكون عندي مخزونٌ منه
لتكون القصائد أكثر نضجًا
الحبّ أيضاً وقودٌ لطهو القصائد
لكنّي أدّخره …
لشخصٍ ذهب يبني لنا بيتًا في أعلى تلّةٍ في الحلم
أدّخر ما يكفي لألفِ عامٍ وقُبلة !
حتّى يعود ..
أطبخ القصائد وأطعمها للغرباء
القصائد المجمدة في الثلاجة
المدفونة في قبو روحي
المزروعة في حقلٍ بجوار نافذتي الزرقاء
المخبّأة في خزانة ملابسي
المهملة على الأريكة
المجفّفة على حبل الغسيل
المعلّقة على الجدران
المزهرة في أحواض البنفسج
والفاسدة في سلّة النّفايات
سرقها عابر
بينما كنت أطهو له قصيدةً جديدةً
وهرب !
قصّةٌ أخرى تدعو للضحك
زنزانة رماديّة
سماءٌ زرقاء
مطبخٌ بلا قصائد
ونوافذ لا يطل منها أحد !