والذي كان يغيظ أبا العلاء إلى أقصى حدود الغيظ أنه كان يفكر ويستقصي، فيرى أن نفسه سجينة فى جسمه بأدق معانى هذه الكلمة واقساها، قد دخلت السجن مكرهة، لم تسأل أتريد الدخول أم ترفضه ، ولم تستشر اترغب فى الخروج أم تزهد فيه .بل هى لا تذكر أنها جنت قبل دخول هذا السجن من الإثم ما يضطرها إلى دخوله ولقاء العذاب فيه ان كان شرا. و لا تذكر أنها أتت من الصالحات بما يثيبها بدخوله والاستمتاع باللذات فيه ان كان خيرا خيرا .لا تعلم شيئا عن ماضيها . فلم أدخلت هذا الجسم وأقرت فيه ؟ التلقى فيه عقابا أو ثوابا؟ وفيم العقاب والثواب وهى لا تعرف أنها جنت شرا أو أتت خيرا ؟ ثم هى مخرجة منه على كره منها ولا تعرف ما سيلقاها بعد هذا الخروج .
155 دقيقة واحدة