أستطيع بالطبع ، أن أبطئ حركات قدمي المتوترة، وأنت تحدثيني عن خوفي الزائد عن الحد.
أن أمشي أكثر من خمسة كيلومترات دون أن يلحظ أحد نوبة الهلع التي تمر بي
وأن أقول سبع نكات متتالية، في أكثر لحظاتي حزنا
أن أخفي دهشتي تمامًا، حين يقول متذاكٍ أمامي، قصة مثيرة، لأستمتع بخيبه أمله وهي تكبر أمامي
وأن أبدي مودة مجانية، تجاه الأشخاص اللطفاء المرتبكين
وتعرفين أنه بوسعي، أحيانًا، أن أعبر عن عواطفي متغلبًا على كل هواجسي بخصوص الأماكن والأزمنة
حياتي محصورة فعلًا، لكن بين المكانين اللذين أتحرك بينهما، أمشي في سبع طرق مختلفة، أكثر من خمسين عمارة وأكثر من أربعين محل، فيهم أكثر ألف شخص، أصادف في الشوارع على الأقل، ثمانين شخصًا يوميًا، وأستمتع معهم بعشرات القصص التي لا تحدث إلا في خيالي، لكنها تحدث
أصدقائي قلائل، لكنهم أصدقائي، ويمكنني السقوط عليهم في أي لحظة، دون أن أرتطم بالأرض
بل وحتى أستطيع أن أجعلك تكملين شكواك مني دون أن أقطعها بنكتة، على الأقل يمكنني دائمًا أن أحاول
أستطيع أن أحفظ أسرارًا لسنوات طويلة، حتى أنساها
وألا يدفعني الغضب لقول أي شئ، ثم أدع أنني لم أقصده أبدًا
وأعرف بعض الأشياء، التي يمكنني ، في بعض الأوقات، أن أصنع منها حكاية ممتعة
وأستطيع، على الدوام، أن أعترف، صادقًا، بعيوبي، دون أن يكون ذلك مجرد تكتيك لإنهاء النقاش
في قلبك، عالم جميل جدا تحبين أن نخلقه سويًا
وينقصني أن أؤمن، مثلك، بقدرتي على تشكيل العالم الذي أريد
لكن، في قلبي، مثلك أيضًا، عالم جميل جدًا، مستند، بشكل كامل، على وجودك فيه.
394 دقيقة واحدة