أعتقدُ أنني أحبُّكَ كثيرًا بعد العاشرةِ صباحًا
أكونُ قد انتهيتُ من مطاردةِ الماعزِ
وأدخلتُ كبيرَهم إلى الحظيرة
وحلبتُ البقرةَ البيضاءَ وأطعمتُ الصقرَ المريض
ولكن… لا يأخذنّك الخيالُ بعيدًا
فتظنني أعيشُ وسط مزرعة
أنا يا عزيزي أعيشُ في غرفةٍ من أسمنت
في مدينةٍ يتوسطها جبلٌ شاهقٌ وجميل
المدينةُ كلّها بشوارعها تدور حول الجبل
ولهذا أنا مُصابةٌ دائمًا بالدوار
وعندي حساسيةٌ لعينة
الرئتان والبشرةُ والعيونُ كلُّها تعاني
والمصيبةُ أنّهم يراقبون كلّ شيء؛
يراقبوننا بالأقمار الصناعية
ولهذا – كم أحبُّ هذهِ الكلمة: ولهذا –
أتخيّلُ مزرعةً في جنوبِ بلادي
وأقفُ تحتَ شجرةِ التينِ وأكتبُ لك:
يا عزيزي البعيد… أنا فقدتُ شهيتي
ولا أضحكُ إلا معك… أرجوك
لا تغازلني مُجددًا
أرجوك…
أنا لاجئةٌ في هذهِ البلاد
ولا أحدَ في محطةِ الأقمارِ الصناعيةِ
يراقبُني، ولكنّهم قد يفكرون يومًا في ذلك
وأخافُ أن يكتشفوا أنني زوجة الصقر المريض
وتسللتُ إلى هنا… بحثًا عن دواءٍ
لحبيبي.
239 دقيقة واحدة
زوجة الصقر المريض و تسللت إلى هنا بحثا عن دواء لحبيبي .. الجبل ، الدوار و الجنوب المحمل بالأمنيات .. الله بديعة