للتو قبلتُ صداقةَ رجلٍ ميت
كتبَ في سيرته الذاتية : أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا
ولأني بليدة كسلحفاة أصلُ أخيرا
لاشيء مثير في صداقة الأموات
سوى ابتساماتهم
يضحكون مسبقا كالبلهاء
ثم يموتون
هكذا
يخلعون الحياةَ بسرية
دون وداع أحبتهم
دون كتابة الوصايا
دون تسديد الديون
ودون بكاء أخير بتفاهةٍ مطلقة
على مشهد درامي
لرجلٍ عابر زرعَ وردا في صحراءٍ
وغادر
يالهذا الموت الحيّ !!!
مثلَ تصفيقٍ يتلاشى ويتركَ الجدرانَ مثقوبةً
مثلَ موج يهدر ويهدر ويتعب
ويرمي قمصانه للشطآن ويستريح
ماذا يعني الجريانُ للنهرِ المعذبِ بالمحاولة ؟!!
أيُّ شيء يعمدُّ الروحَ بالأبد
مادام الصراخُ طارئا ؟!
والابتسامُ صورةً على جدار ؟!
والهتافُ رسائلَ راحلين
تمنّوا لأنفسهم حظا أوفر
لكنهم ناموا باستسلامٍ كضحية !!