لمَ أتوقف، لِمَ؟
الطيور رحلتْ للبحثِ عن الجهة الزرقاء،
الأفق عموديّ،
الأفق عموديّ و الحركة تشبه النافورة،
و الكواكب تدور نورانيةً في تخوم البصر،
و تصلُ الأرض ُ التكرارَ في العلوّ،
و تتحولُ الحفرُ الهوائيةُ إلى مجازات الصِلات.
النهار اتساع لا تسعه مخيلةٌ ضيقةٌ لِدودِ الروزنامة.
لم َ أتوقف؟
الدروب تمرّ خلال شرايين الحياة،
و نوعية البيئة في سفينة زهّاد القمر ستقتل الخلايا الفاسدة،
و ما من شئ سوى الصوت في الفضاء الكيمياوي بعد الشروق،
الصوت الذي ينجذب إلى ذرات الزمان.
لمَ أتوقف؟
فماذا يمكن للمستنقع أن يكون،
سوى مكان تضع فيه حشرات الفساد ييوضَها؟
الجثث المنتفخة تخربش أفكار المبرِّدة،
يُخفي الئيم في السواد فقدانَ كرامته
و الخنفساء!
آه حين تتكلم الخنفساء!
لمَ أتوقف؟
فلا طائل من تواطؤ الحروف الرصاصية،
إنّ تواطؤ الحروف الرصاصية لا يُنقذ الهواجس الحقيرة.
أنا سليل الشجر،
وتنفُّس الهواء البائت يوقع الكآبة في نفسي،
طائر مات علّمني أن أتذكر الطيران.
الاتحاد هو أقصى القدرات،
الاتحاد بأصل الشمس المضئ،
الانسكابُ في شعور النور،
ومن الطبيعي أن تتهرأ طواحينُ الهواء.
لمَ أتوقف ُ؟
أنا أحتضن سنابل الحنطة غير الناضجة تحت ثُديّ و أرضعها،
الصوت، الصوت فحسب الصوت،
صوت التمنّي الشفاف للماء أن يتدفق،
صوت اندياح نور النجوم على جدار أمومة التراب،
صوت اندماج نطفة المعنى،
و توسع الذهن المقسوم للعشق،
إنه الصوت و الصوت والصوت باق في أرض الأقزام،
وإن المعايير مسافرة دوما إلى المدار رقم صفر.
لمَ أتوقف؟
أنا أطيع العناصر الأربعة،
وأنّ عمل تدوين دستور قلبي
ليس عمل الحكومة المحلية للعميان،
فما لي بضجيج التوحش المديد في عضو الحيوان الجنسي،
و ما لي بالحركة الحقيرة للدود في الخلاء اللحمي؟
لقد أودعني العِرقُ الدموي للورد بالحياة،
فهل تعرف العرقَ الدموي للورد؟
*
ترجمة: حميد كشكولي