دائماً
ليست المسألة أنني لا أريد أن أحيا
لكن الحياة كاذبة
إلى حد أنني حتى لو كنت محقاً
فعليَّ أن ألتمس الحقيقة في الموت.
وهذا ما أفعله الآن.
الموت
منذ سنين وسنين، أبعدته عنك
أغلقتَ المكان، وحاولت أن تنسى
عرفتَ أنه ليس في الموسيقى، فغنَّيت
عرفتَ أنه ليس في الصمت، فهدأت
عرفتَ أنه ليس في العزلة، فانفردت
لكن… هل حدث اليوم ما يفزعك
مثل من رأى، بغتة، في الليل
خيط نورٍ أسفل باب الحجرة المجاورة…
الحجرة التي لم يسكنها أحدٌ منذ سنين؟
ساءلتك
فتاة ساءلتك:
ما هو الشعر؟
أردت أن تقول لها:
أنت أيضاً، نعم، أنت
في خوف المعجزة ودهشتها
أغار من نضج جمالك
ولأنني لا أستطيع أن أقبلك
أو أضاجعك…
ولأنني لا أملك شيئاً
ولأنَّ من لا يملك ما يهديه، يجب أن يغني…
لكنك لم تقل، كنت صامتاً.
وهي لم تسمع الأغنية.
ميراث
يغادر الشعراءُ
ويُخلِّفون، دوماً، فيما يُخلِّفون
شيئاً أرهقه الزمن والخطيئة والمنفى
أصدَقُهم
وأقلُّهم شهرةً
وأهدأهم
وأكثرُهم حباً
لا يقحم عليك شيئاً: حتى بصورته
بهزئه، أو بعزائه
بل حتى بحبه
هو حاضر، غائب
وبيكاسو وهو يصنع رجل ثلج
فهم جيداً
إن خلودَ الفن هو في الزمن، والخطيئة، والمنفى
التي على الشمس أن تفتديها
بالدمع
والنبع
والنهر
والبحر
والعدم.
نزف
أمرٌ رَهيْبٌ أن تحيا
في هذه السَّنواتِ
المنتحرُ وحدهُ يظنُّ أنه يستطيعُ المغادرة
من البابِ، الذي هو مجرَّدُ رسمٍ على الجدار
ليس ثمة أقل إشارة
عن قدومِ الرُّوح القُدْس.
في قلبي، ينزف الشعر.
“بروج”
مساء مبكر..مقبرة
والريح حادة مثل نثير العظام على وَضَم
الصدأ يهز نموذجه من الشكل المعذب
وفوق هذا كله، فوق دموع العار
تكاد النجمة تعترف..
لم لا نفهم البساطة إلا حين تنكسر قلوبنا؟
ونمسي،بغتة،وحيدين، ضائعين
العصفور
طائراً فرَّ من غصن ثلجي
هزَّهُ خفيفاً
وأومأ برفضه الإحساس الأعمى.
ثلجٌ قليلٌ، سقط من الغصن.
لن يمرَّ وقتٌ طويلٌ حتى يأتي الانهيار.
الفرح
ما قلتُهُ، فعشته
كان للموتى…
الفرحُ وحده، هو الموجود حقاً
في أوانه،
لأنَّهُ وحده، الفوري.
الأكثرُ حُضوراً، الأكثر زوالاً.