فتحتُ عيني فوجدتُ في إصبعي ثقباً ، غائراً في اللحم خلف الأظافر . يبدو أنه ابن الليلة الموعودة التي مررتهُ فيها على صورتكِ: كانت ليلةً ليلاء ، أحرقتِ فيها ساقي وظلِّي وحولتِ الغرفةَ بحراً وحروباً خاضها القراصنةُ بمدافعهم القديمة . كانت كل قنبلة تَجُرُّ أختها حتى يصحو التنين الذي يجعلني أطأطئ رأسي وأعترفُ بآثامي أمام الجحيم …
أهربُ وأُنادي مرةً باسمكِ ومرةً بخوفي
لكنكِ هناكَ، تغتسلينَ بالدخانِ وبالفحيحِ
وأفوتُ برعشتي على ذراعكِ
فتلوِّحُ للسالكينَ في الغاباتِ
و الناجينَ من المذابح كأنهم أنبياء…
أمرُّ بالثقب على الخريطةِ، فتصحو الصحاري بغير حنينٍ ولا يقين
وألمحُ ذئباً وحيداً يترنَّحُ ، فأقبضُ على رقبتهِ
وأقول أوحشتني يا أبي…
سأشفط نَفَسَاً طويلاً وأسُدُّ الثقبَ بالطينِ ، بالخوفِ والنار والعَمَى…
سأنساهُ كلما عدتِ أو عدوتِ قربَ الحفرةِ
ثم أحيا في الليل حراً،
كطائرٍ لا يُصدِّقُ أن بقلبهِ ظِل…
155 دقيقة واحدة