كانَتْ ليالٍ هانئة …
وأمسياتٍ برحيقِ الأمسِ
تلجُ القلبَ .. تبللهُ ..
أنكشُ عشبَ الذاكرة
بنفسجَ الوقتِ العتيق ..
كمن يجدِّفُ بحراً بملحِ يديه
أعلقُ بذيلِ اللهفةِ ولا أعبرُ
كنَّا.. كثيرٌ عددُنا
وعُدَّتنا قلبكِ الطفلُ ،
وحضنٌ خجلُ
أراكِ بصبرٍ عسيرٍ
تحرسينَ الخوفَ ،
بعيداً عن أسرَّتنا
بمئزركِ الموَّرد
تجوبين النهاراتِ حولنا
تُعدِّينا للحياة ..
أجنحةً وطرائدَ ..
كم أحببتُ مئزركِ ! ..
ويداكِ .. دفءٌ ودمعُ
توجعني اليومَ يداكِ ..
ويرفُّ جفنكِ في عيني طويلاً
وتحنُّ أذني
لنشيجِ صوتكِ ولهفتي
يا أمي :
طواني البعدُ
وما عدتُ طفلةً لأشكو
خذي بيديكِ قلبي ..
سامحي يباسهُ الحالكَ
وخريفهُ الذي أورثتني
لفيني بمئزركِ المبللِ بالأسى
خبئيني عن نفسي قليلاً ..
رُدِي عن جفوني غبارَ المنافي
ردّيني إليكِ ..
لأستعيدَ غفلة الأيام بنعاسي ..
لأغفو طويلاً على صدركِ الحريرِ ..
أموتُ ثانيةً …
ثمَّ ثانيةً بلمسةٍ تُحييني ..