يديرون المفتاح في الباب؛ يُخرجون
رسائلهم القديمة، المخبّأة بعناية،
يقرأونها بصمت، ثم يجرجرون
أقدامهم للمرة الأخيرة.
.
يقولون: حياتنا كانت مأساة.
يا إلهي! كم كانت ضحكة الناس المرعبة،
والدموع، والعرق، وحنين
السماوات، ووحدة المشهد.
.
يفقون هناك عند النافذة، محدّقين في الأشجار، في الأطفال، في الطبيعة كلها،
في عمّال البناء الذين يُعملون مطارقهم في البعيد،
في الشمس التي تريد أن تغرب الى الأبد.
.
قضي الأمر. ها هي رسالة الوداع:
موجزة كما ينبغي، عميقة، وبسيطة،
طافحة باللامبالاة والتسامح
حيال من سيقرأها ويبكي.
.
ينظرون في المرآة، ينظرون في الساعة،
يتساءلون هل الانتحار جنونٌ ربما، أو غلطة.
يهمسون: “قضي الأمر الآن”؛
لكنهم طبعا، في أعماقهم، سيؤجلون التنفيذ.
(عن لغة وسيطة: الانكليزية)
*
ترجمة: جمانة حداد