خطوط من السأم تدور حولي، فتشكل دائرة محكمة لا أستطيع قطعها ولا القفز منها. لا أتذكر أي بداية في حياتي ولا أي نهاية، بالضبط مثل دائرة السأم التي تلفني. أشعر بأني عشت الكثير قبل أن أبدأ لذلك لا تعتبر بدايتي بداية، وكل الأشياء التي حاولت إنهائها كانت تتخذ مسار أطول من مسار صبري، لذا أقف قبل النهاية، فلا تعتبر نهايتي نهاية أيضاً. عندما استيقظ من النوم يخيّل لي بأني نسيت نفسي هناك، وحين أقول هناك: فأنا لا أعلم أين، لكن في مكان ما، فأعيش وأستهلك مرتين، مرة هنا، مرة هناك. أركب هذا القطار قبل تسعة عشر عامًا أو أكثر في حيوات آخرى، جميع ركابه ينظرون بهلع، تجاهي أنا، أصابعهم طويلة، رزيئة، يشيرون بها، تجاهي أنا. يتبادلون الشتائم والعبارات القاسية ويوجهونها، تجاهي أنا.
سكة الحديد لا تنتهي وأدخنة القطار تخرج من أفواههم، تجاهي أنا أيضاً. لا وجهة لهذا القطار كما أعرف. لأن سكة الحديد التي لا تنتهي أنا. وجميع الركاب أنا. والسأم الذي يشكل دائرة حولي هو أنا، أنا سأم نفسي وأنا لا أستطيع قطعي.