مازن حسّان – مؤامرة الاختناق

أشخاص:

أعداد خيالية مستهدفة من خلال مؤامرة نسجها أغبياء. الهدف من خلالها كبت الجماح دون دراسة العواقب. كان اختلافنا ناعم و متداخل ، حيث يمكن لكل فرد المرور بين عديد الآراء و الخيارات. في كل مرة يجد حاضنة و ترحيب. فقدنا الهبة الجماعية التي تميزت بالمثالية على تراب تونس، كنا نغيب المصالح في القضايا الكبرى و نمقت الايديولوجيات الضيقة أمام وحدة صفنا و سلام الافراد.

يمكن ان نواصل النفاق بدعوة التفاؤل و الاقبال على الحياة. ساصدح بالخطر ثم اترك لاصحاب السياسات و الحروب الحزبية التصرف. انذر بخطر عشته سابقا و اراه ينخر كل الانجازات. فلا يمكن لمستشهر ان يضع لي كمامة او لي مجموعة شغلية ان تهاجم ارائي. انا اخبر بوضع ان تواصل سوف تعصف المؤامرة التي طالما يستعملوها كمجرد مصطلح.

شباب تونس مختلف لكن متعايش بالاساس و لا يتبنى الرفض للآخر. من يحلل حسب مواقع التواصل الاجتماعي فهو انسان يجهل شعبه، التونسي يفرغ كل السلبيات في فايسبوك و غيرها اما في الحياة العامة يتقبل كل مختلف و تربطه به الصداقات.
دراسات و بحوث زائفة غذوا بها الاختلاف فاصبح تفرقة و تقسيم، لكن الشباب ظل مسالم و حالما بالافضل.

اليوم يجب تجميع عديد معطيات اهملتوها عن قصد، لكن صفة التسامح داخلي تمقت ان تواكب العاصفة تحملنا و اياكم نحو الكوارث و المجهول.
اجمل البدايات الحديث عن طفولتنا لو كانت خارج هذا البلد. لكن غياب اصلاحات يجعلها جحيم. هل تعلم انك تعد العدة لجيل برجوازي تمتع بالحياة في المناطق الراقية و النوادي و المدارس الخاصة. و جيل محروم من الحقوق البسيطة و ضحية للشارع و القطاعية و القدرة الشرائية. هل تتوقعون الوطنية من هذا الجيل؟ انتم تعدون اغلبية تمقت البلاد و تحلم بالهجرة منذ الصغر. العقاقير تلوث براءتهم و الفقر يشوه جمالهم. هذا تقسيم و تضييق
نغير الوجهة نحو الشباب ، تكفينا الكلمة لكنكم تلقبون متشدد من كنا نصفه بالتربية و الهدوء. اما بتوجيه المجتمع لمعاداة كل من يتعبد و يؤدي صلواته او بحقن احاءات في كل رأي لشيطنة الشاب العادي الممارس لواجباته الدينية. اصبح الشاب الامني و الشاب المرح يشيطن زميل الدراسة و الجار. هذا تقسيم و تضييق ثان.
جزء كبير من الشباب يرا في متابعة الرياضة متنفس وحيد. مارس هذاه الهواية كي يتخلص من الاحباط اليومي. لكن سريع نشر العداء بين الجماهير الرياضية و قوات الامن. نجد مجدد ابناء الحي الواحد و رفاق الصغر في مواجهة دفعوا فيها دون علم. الامني شاب و ولد”الفيراج” شاب يجمعهم وطن. بعض الممارسات لا تعكس الحقيقة بل تستعمل لتأجيج العداءات بين ابناء تونس دون اسباب جادة، توجت مؤامرتهم الخسيسة بروح شاب مات غريقا دون العلم بحقيقة الاحداث و ايجاد سبب لما يزعمه كل طرف. يجب ان تقروا ان خطة خسيسة تحاك ضد الشباب، اما من الدولة او ضدها. وهذا تضييق و تقسيم ثالث ولو انه جوبه بحملة تضامن بين الجماهير، لكن لا تثمن حقيقة التونسي الايجابية بل ترفع الاخبار التي تشعل الوضع بين الاطراف.
الاخبار اليومية عن قمع من يتعاطى المشروبات الكحولية. تنتجها الدولة لكي يتم ايقاف ابناءها؟ فكوا الحزام عن حياة يختارها الناس، هم احرار طالما لم يتجاوزوا القانون.
نجدهم ينعتون من نفس الشاب الذي كان يقتصر نعته على المتخلق و ممارس العبادات. ليصبح متطرف او يقع الباسه هذا الثوب الزائف حتى يهاجم من يشرب الخمر كأنه شيطان معاد للدين و الاخلاق.
كما يجب تسليط الضوء على الحلول التي يبتكرها الشباب حتى يقف امام حملة التضييق و تقسيمهم.
الاجتماعات او حتى الكراء المشترك، يقاد اصحابه نحو السجن و نصدم بعناوين موجهة تصفهم بالبغاء و الكفر و الزنا. مجموعة شباب متناسقة تخير التعايش تحت سقف واحد و التعاون ضد الماديات و ممارسة قناعاتهم المسالمة، نجدهم في السجون بل يدانون من النجتمع حتى لو غفرت لهم المحاكم و هذا سببه التضييق و التقسيم.

ان كنت عاجز عن السفر كأي شاب غربي فعليك ان تبتكر الحلول التي تحترم ما تحتويه حافظة نقودك. مجموعات شبابية عديدة هاجرت نحو السياحة الداخلية، حققوا بعض النجاحات لكن نشك انها فئوية.
في سيارتك مع صديقات و اصدقاء تتعرض لمضايقات على كامل الطريق. ان فضلت التخييم تمنع من عديد المناطق الجميلة باسباب واهية تظهر الجبن و الارتعاش. هوايتك يا هذا يجب وضع حدودها من طرف المؤامرة. هذا اكبر تضييق و تقسيم.

هل يمكن ايجاد مخرج لكل هذا القمع والتقييد المسلط؟ يمكن تحقيق بعض الحلول الشخصية لكنها سلبية بالاساس.الواقع يكشف هجرة الادمغة بالآلاف و البسطاء طريقهم “الحرقة” او الموت في احضان وحوش المتوسط. من يتبقى ان كان حساسا و ناعما لا يستطيع الاستمرار في الخضوع فيضع حدا لحياته كما فعل الكاتب و الشاعر الشاب او يضل عنصر في مجتمع، لكن فقط كرقم. جثة هامدة امام تضييق اغلق كل المنافذ. و طاقات توجه نحو التقسيم ، لا نحو الاصلاح.

اتركوا الفرد و المجموعات يعيشون حياتهم الخاصة. او اعدموهم في ساحة عامة و ضعوا حدا لمخططاتكم الدنيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى