كان الظِلُّ يشبهُ طائراً أو شيخاً جالساً أو فيلاً وكنتُ أنظرُ فيتحرك، يتيهُ بقتلهِ أبي كل صباحٍ ويَثْمُلُ فيحفر حفرةً للهائمينَ ليرتاحوا من عناء الحقيقة. كانت الرياحُ تدورُ خائفةً والبناتُ يقلن لأمهاتهن سينفلت الجمال من أجسادنا كلما حاصرتنا النظرات السوداء،الأمهاتُ يصمتن لأنهن خبيثاتٌ من جَرَّاء الخوف ومن هَوْلِ سنين المجاعة…أَتَسحَّبُ فأجد الروائح تشدُّ يدي والأصوات تخلع لساني وألتصق بالحائط حتى نغيب معاً…كانت ليلةً صاخبةً وقلتُ لأمي كثيراً كثيراً لا تتركيني أنام لكنها لم تُصَدِّق وغَلَّقت الأبواب فقالت الذكرى هَيْتَ لكْ…
168 أقل من دقيقة