“نحن”لأننا نحن
نحن لأننا نحن …لا تساوركم فكرة أننا ضد الفرد .أنتم أحرار أمسكتم باليد المقطوعة خطأ…إننا نمسك باليد الوحيدة المناصرة للشجر …فلا تنظروا إلينا بنصف إغماضة…نحن لأننا نحن :نظرة تملأ المكان ،بمخيلة فارعة .وجسد يهوى الخفة… تواصلنا : الكتابة على جلدنا حينما تحترق الغابة …. في الساحات نكافىء الجسد بالعري لأنه أكثر إحساسا وإقناعا بالثورة التي نقوم بها :الرقص المجاني… فنحن نكره المال… ونتعامل مع الأرواح لأننا غزاة غير مرئيين.نهتم بالكون بعيدا عن الثروات . قد عرفنا الطريق الذي يقود إليكم … لذلك سنتجه إلى آخر ..هكذا نسفك خطواتنا بلا مقابل..وبلا أي انتظار .لا تحلموا بالسكن في غير جسدكم فهو المطيع الطري القابل للغربة والتشرد والطعن عميقا برقة اللحم . أخاف عليكم ،فأنتم لن تقبلوا بنا لمجرد أننا كذلك ،بل لأنكم لستم كذلك .الورق غال، والمراكز الثقافية راسمالية الأفكار ،واتحادات الكتاب بسخونة جثة ميتة حديثا.
لنتحالف مع فكرة مجهولة … ونتحاكم في الظل الملعون .لن نتشبه بشيء لأننا لا نشبه أحدا .لن نقاسم أحدا المائدة التي نجفف عليها قلوبنا .
تخيلوا شعرا لا يتعرّق … ورأسا بلا وهج … وروحا بلا جمار .تخيلوا لحما لا يعشب المكان به.
الذي ورثتموه أكبر من أن ترثوه… فأنتم لا تستحقون كل هذا الوهم .هل تدركون بهجة عاركم كم هي نزيلة فنادق الخمس نجوم . ؟سندعكم أخيرا في منزلة الزمن الذي بيدنا ..ونقبض ثمن فصد أحلامكم ،التي لم تعد تليق بالحداثة .الجياع كثر فبالرغم من أن الأمعاء خاوية فسنشبعهم حتى التخمة بطريقة جيدة ،وهي تعليمهم التهام الكلمات الطازجة مع قلوبنا وعلب السردين .. فقلوبنا مثل طائر الفينيق … لابد من التضحية ،فالأنانية ليست من شيمنا .
نحن لأننا نحن “لسنا معلمين لكننا نؤمن أن كل واحد منكم معلم نفسه .والإرشاد جرثومة قاتلة ….فضاؤنا مختلف .كيف ؟فقط ،نغمض عيوننا ونخلق عمقا منافسا عريقا للمقدس .العمق في الجسد النبع ،الجسد الصالح للزراعة ،الجسد البدائي الذي لم يدنس من قبل بالدبابات والطائرات والدوشكا” والشهوة الطائفية . هل تعطوننا تصورا محددا عنا ..فنحن لا نتميز عنكم عندما نخاطبكم افتراضيا . المبالغة في النظام كالمشي على الزجاج المكسور … نحن لا نعرف أن ننظم دورتنا الدموية ،ولا الطبيعة… هما التشكيل الأنقى . بالتأكيد سنمد جسورا في كل الاتجاهات فنحن عالميون … ولا ينقصنا الإيحاء عن بعد ، أو المراسلة عبر الحمام الزاجل . السجع أبرز الإيقاع الكامل لأرواحنا المهاجرة في الزمن .
جماعة “نحن” تشير إلى الفراغ حيث أنتم غير مرئيين فتكونون.