مُراهَقة
كأنكَ تأتي وتروح من درب ٍإلى دربٍ آخر.
نراكَ، ثم هوَذا نحن لا نراك،
تعبر من جسرٍ إلى جسرٍ غيره:
القدمُ خفيفةٌ
والضوءُ فرحاً ينحسر
أيها الفتى الذي ربما كان أنا نفسي،
محدقاً في الماء يجري عبر التيار
حين ينزلق أثرك في المرآة ويغيبُ.
ذاكرة
كذبتُ عليك.
كان ثمة انحناءات. كثيرة.
اسمعيني: اسميَ هو السَّوسن.
لا أبلِّل الأسنان التي تتحدث، مع أن ريحاً من الضوء تغلق العينين، وتمسح الجدار الرقيق الذي يصونهما.
اسمعي. اسمعي. أنا الضوء الضائع الذي ترشقهُ المياه في القاع.
أنا ذاكرتك الميتة تحت خطيّ الإستواء، حيث تحاكيكِ أسماكٌ فولاذية.
المطر
ليس الخصرْ وردةً ولا عصفوراً
هنا ما من ريش.
الخصرْ هو المطر.
الهشاشة، التأوُّه
الذي يمنحكَ نفسه، أيها الفاني،
طوِّق بذراعكَ هذا الماء العذب،
شكوى الحبّ، هذه، طوِّقها، طوِّقها.
المطرُ كله يشبه قصباً من الأسَل، ومثله يتموَّج إذا كانت هناك الريح، أو ذراعك أيها الفاني الذي تعبده ُالآن.
تيار
حنينٌ إلى البحر، إلى سيرينيَّات البحر اللائي يبقين على الشواطيء في الليل حين يبتعد البحر.
بكاء، بكاء، وخشونةُ القمر غير الشَّاعر بالسِّهام العارية.
أريد حبَّك، حبَّ السرينيَّات العذراوات، اللائي ينظِّمنَ بأصابعهنَّ الشِّعاب الجبلية، ويلامسنَ
العالم بقبلهنَّ الجافة في الشمس الماحية نداوة الشِّفاه.
لا أريد الدمَ ولا مرآته.
أجهل إن كانت الأرض خضراء، أو حمراء، إن كانت الصخرة طفت فوق الأمواج في عروقي، ما من احتضار ولا أسماء، ولكن شُعوراً معرّسةً تعبر فيها.
بيثنته الكساندر شاعر إسباني ولد في إشبيلية عام 1898
ترجمة : كاظم جهاد