مُختاراتٌ مِن شعرِ بيثنتهْ الكساندر

مُراهَقة‏

كأنكَ تأتي وتروح من درب ٍإلى دربٍ آخر.‏
نراكَ، ثم هوَذا نحن لا نراك،
تعبر من جسرٍ إلى جسرٍ غيره:‏
القدمُ خفيفةٌ‏
والضوءُ فرحاً ينحسر‏
أيها الفتى الذي ربما كان أنا نفسي،
محدقاً في الماء يجري عبر التيار‏
حين ينزلق أثرك في المرآة ويغيبُ.‏

ذاكرة

كذبتُ عليك.‏
كان ثمة انحناءات. كثيرة.‏
اسمعيني: اسميَ هو السَّوسن.‏
لا أبلِّل الأسنان التي تتحدث، مع أن ريحاً من الضوء تغلق العينين، وتمسح الجدار الرقيق الذي يصونهما.‏
اسمعي. اسمعي. أنا الضوء الضائع الذي ترشقهُ المياه في القاع.‏
أنا ذاكرتك الميتة تحت خطيّ الإستواء، حيث تحاكيكِ أسماكٌ فولاذية.‏

المطر‏

ليس الخصرْ وردةً ولا عصفوراً‏
هنا ما من ريش.‏
الخصرْ هو المطر.‏
الهشاشة، التأوُّه
الذي يمنحكَ نفسه، أيها الفاني،
طوِّق بذراعكَ هذا الماء العذب،‏
شكوى الحبّ، هذه، طوِّقها، طوِّقها.‏
المطرُ كله يشبه قصباً من الأسَل، ومثله يتموَّج إذا كانت هناك الريح، أو ذراعك أيها الفاني الذي تعبده ُالآن.‏

تيار

حنينٌ إلى البحر، إلى سيرينيَّات البحر اللائي يبقين على الشواطيء في الليل حين يبتعد البحر.‏
بكاء، بكاء، وخشونةُ القمر غير الشَّاعر بالسِّهام العارية.‏
أريد حبَّك، حبَّ السرينيَّات العذراوات، اللائي ينظِّمنَ بأصابعهنَّ الشِّعاب الجبلية، ويلامسنَ‏
العالم بقبلهنَّ الجافة في الشمس الماحية نداوة الشِّفاه.‏
لا أريد الدمَ ولا مرآته.‏
أجهل إن كانت الأرض خضراء، أو حمراء، إن كانت الصخرة طفت فوق الأمواج في عروقي، ما من احتضار ‏ولا أسماء، ولكن شُعوراً معرّسةً تعبر فيها.‏

بيثنته الكساندر شاعر إسباني ولد في إشبيلية عام 1898
ترجمة : كاظم جهاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى