(1)
حيواناتٌ في حبٍّ جائر،
يأتي من زمنٍ ماضٍ،
يَنبُشُ بوَّابةَ حائر
أَغْلَقَ محَّارةَ جنيٍّ ماتَ،
وكالَ الكَونَ بقلبٍ سَائِر.
في الأعمَاقِ البَاقِيَةِ على الأرضِ تجلَّى؛
رَهْطُ جحيمِ الأرضِ تَحلَّى،
بأَسَوارِ نايٍ معصوبِ العينينِ يُغرِّدُ في أعماق النهرِ،
وفي أعصاب القهرِ يُولولُ مكلومَ القلب.
إذا ما جلَّدكَ النيلُ بنار جمالِهِ،
وحَاصَرَتِ الحيونات مَخَازِنَهَا الشتويّة بالليل؛
وأكوانُ نجومٍ لم يُعرَف عن خالِقِها جِسْمٌ،
وسهامُ جلالٍ يَنْطِقُهَا مَا جَلَّ ونَالَ ظِلالاً مِن ظِلِّ كَيَانِ النيل؛
فستحرثُ أكوانُ الأرضِ سَلامَتَها باسمٍ يُنطق،
ولن يَسْلَم حيٌّ إلا ورَمَتْهُ سهامُ الاسم بجيشِ جمالِه،
وتَلَتْهُ تِلالُ الويل.
…
حيواناتٌ في الحبِّ تُراقصُ وَتَر السيل.
(2)
الوترُ على سَطْحِ بِحَارِه،
مالَتِ القافلة العمياء بشهَابِه،
في صحراءٍ لن تَذِرَ واذِرَتُها وِذرَ أخرى.
الكون بآلائه لن يَسكُتَ عن جِنانِه،
والغيبُ، وإن صَعَقَ الناسَ بحبِّ سِهامِه،
وَجَبَ عَلَيهِ الشَدوَ بحلوِ غنائه.
(3)
بجوارِ النيلِ ستسقُط حيوانات الحب،
يحتفلُ الظلّ بكَوْنِ حياةِ الظلِّ،
ويَطلُب إذناً لولوجِ الكون،
من نافذةٍ تُدعى عينُ الإنسان.
ذاك السابح بخلاياه خلال الماءِ
وقد سجَّلَ، بكثافةِ مَوجٍ، بصمةَ عُريٍ من تقييد التعريفِ
وزهرةَ سَلبٍ يخطفها الطيرُ الجارح وهو يعاركُ طيراً أَجْرَح…
….
أجرحَ كي يتنكَّلَ حبُّ الحيوان.
(4)
النّار النَيِّرةُ تُراقب أعقاب خلاياها:
تنتظرُ اللَّحد المشقوقَ القلبِ يعاني من أنحاء الماء الساكنةِ بعُمقَ دموعٍ خانَته؛ وفي أيَّامٍ لم يَعرِف عنها شيئاً، لم يُخلق لجمال سلامتها مِثْلٌ: لم يَجْتَزْ شَارَتَهَا المنقوشةُ في المِعْصَمِ، في العَرَقِ المُمتدَّ على سطحِ الفخْذِ؛ وبالشامةِ نارَت عُريَ الُأذْنِ، وبالكلمة:
(تعالجُ مَشْيَ الناسِ،
تهاجمُ ألوانَ سلامتها).
النّار النيّرة تُهاجمُ كلَّ مناطقنا الذهنيّةْ،
وتُثيرُ هواجسَ ناسٍ تُخرِجها مرآةٌ تَنتصبُ أمامك.
لتناولها من نفسِكَ شيئاً،
يوميّاً،
ومتاحاً ومُباحا،
ها هامات الناسِ تُلامسُ وَتَرَ جمَالِكَ،
فبأيّ الآلام تُسافر، وبأيّ الغَدرِ تُساوم؟
ها السوقُ تبدَّى في كلّ الأسماء:
في السُّهدِ تجنَّى من كلّ سلاحٍ يَخلقهُ يوميّاً في آلاء النّهر.
…..
نَهرُ النيل.
نهرٌ راءٍ،
نهرٌ أعمَى.
ـــــــــــــ
سبتمبر 2016م – 4 أبريل 2017م
اللوحة من أعمال: عبد الله محمد الطيب (أبسفّه)