ليس لدي ما أقوله يا حبيبتي:
القطار ينتظر،
والمودعون ضجرون.
لو وضعت يدك على كتفي قد تنتهي الحرب.
لو قبلتني قد يكبر أطفالنا الموتى.
لو بكيت قد تبتسم الطائرات البائسة، وتنجو.
لكنك تقفين بثبات.
وأنا عاجز عن الكلام،
ليس لأن لساني مفقود في الزحام،
ليس فقط لأن قدمي عاجزتان عن الرقص،
وليس لأن قلبي أحرقته الشمس.
ولا لأن عينيك محفورتان بالدم،
ولكن لأن العالم قاس وحزين.
حدثيني، في اللحظات الأخيرة، عن الحب:
لو كانت له يدان، أو قدمان، أو قلب، أو سكين طازجة.
حدثيني عن صرخاتنا المتبادلة، عن الامنا، عن ضياعنا، عن ضحكاتنا المسنونة كالحراب.
ومدي يديك،
على المقعد، هناك، تركت خاتمي الفضي، تركت شجرتي، وتركت السم الذي صنعته بيدي.
ولو لمست شيئا سيصبح نافورة، من النار أو من الدم، من الدموع أو من خيوط الشمس.
مدي يديك إلى الخوف، إلى الرعشة، إلى الحب أو إلى الموت.
مدي يديك إلى الفراغ،
فالقطار ينتظر،
وليس لدي ما أقوله.