1
كما لو أني أستعيد
من عربة الذاكرة
قلائد من شعر.
أسمع صوت الحشود ورائي،
شلالات وأنهار سرية..
تدفُق من هناك
حيث غبار الأحذية يصهل،
والقطارات الأبدية تتهاوى
تُلَوِّحُ لي تلك الغيوم الشاردة..
وهي تُنصت للذبذبات
الخفيضة للرغبة،
ترسم عند خطوط التماس
جداولَ من قش،
رمادا معتقا،
أنجبته حرائقَ
تلاشت
على حافة الموج الفضي
وهي تحبك عباءة الكون.
2
وأشعر باختلالٍ في التوازنِ.
أريد أن أمحوَ كلَّ البصماتِ
بما يكفي..
كي أرتبني كما أشتهي،
وأن أغفو..
لأخرج من ذاتي قليلا،
حيث متراقصة تسقط شهقاتي.
يتعبني التطابق،
وأنا أريد أن أجعل امتداد النص
ولادة متشظية،
هجرة إلى تخوم قصوى،
أطل من كوة شفيفة،
تداهمني الشُّقوق،
كوميضٍ مباغثٍ،
يمنح الصّيرورة تدفقها المريب..
فأحكي عن ألم يُشبهني..
يُشبهني تماما.
3
هي الأبديّة تقيم
في مدارها المتوهج.
وحدها أنَّاتُ موسيقاي،
تلك الكَمَنْجَات الجارحة / الجارفة،
تدقّ أوتار شراييني.
تعانق ديمومة عارية.
تقطر الألم السحيق،
قطرة..
قطرة…
4
تقرفص في العراء
شهقتي الأخيرة.
أيها الموت..
ناديني من هناك.
وَلَوّح لي بيديك،
حتى أغسل عني عَمَايَ
وآتيك ..
لِمَ الأرض هشة يا الله.
وأنت أيها الموت،
أيها الظّمأ المنعش،
أنا لا أجادلك..
أدام الله عليك نضارتك.
نضارتك..
أدامها الله عليك.