أنسى ، أعانى جزءا من ألمك
وأشعر بدفء ولادتك
وبالضوء الأرجواني الذى يصاحب ولادة الشعراء
كأنك سقف السماء
وأرض العزلة المكتملة للسؤال
وطين غير مملوك لأى شىء
يعرف كيف يفكر فى موسيقى بيتهوفن
وينجب عسل الأجنحة للظلمات .
***
أظنك خارج الأبدية الآن
تتمشى فى الفراغ
وتنادى فيه ” أنا الألم المسيج فى الصمت ”
وتنبش جدرانه
التى تصيح بصدى صلوات اللانهاية .
***
أقتسم معك الغبش
والمرايا العمياء الملطاء المعافاة من سرد البواطن
فتعال إلى انكفاء الورقة
واضغط زر الغياب
لكى تخرج أحلامى قوافلا للبحر .
***
لست أدرى أي شىء عن نفسي
إلا عن لحظة قاسية
تتكدس فيها المشاعر والأفكار
وتبزغ فيها أنت من وطن التيه .
***
لم أدخل جسد الأرض بعد
ولا جسد السماء
ولكنك سلمت حقيبتك لى
وقلت ” ارمها فى مدبغة الفناء ” .
***
أتخيلك تجلس ، تكتب الان
والجروح الذهنية تتطاير فى الغرفة
والسكون يصرخ لكى يمزقك
وأرز لبنان يبحث عن رطوبة صوتك
والأيائل تصلى لمجازك .
***
أنا وأنت ، كيف اخترنا أنفسنا
من بين شخوصنا
ونحن ضيعنا كل شىء
حتى ملح سدرة الحياة ؟ .
***
أنت الرحلة المزدوجة بالوصول
مرة ، أصل إلى لصوصية مجهولك
ومرة ، أصل إلى كابوسك .
***
تقف الان على طبلة مقلوبة
وجسدك ملفوف بالقماش الأسود
إلا عورتك
وحولك رجال ونساء عرايا
يبتسمون
وأنت تبكى
من كثرة الصدف المهجورة
التى أتت بك إلى الحب .
***
من سيأتى إلي الليلة غيرك
بزمن فارغ من القبل
وغضب يظلل السأم
شاطئك هو جفني
والنبع الذى كنت تستحم به هو وعيي .
***
لا أنتظر أحدا ليدخل علي عزلتي
لأنها بلا عنوان
فى الضياع
غيرك .
***
بالتأمل أستطيع الحلول بك
وبالله وبكل شىء
فأنا مسجون فى ماهيتى
والمطلق يمشى فى مخيلتي
فارفع عنى السأم
واسدل اللامكان .
***
لو كنت أنا الزمن لفنيت
ولو كنت الله لانتحرت
ولو كنت أنا لتقززت
ولو كنت أنت ، لكنت .
***
أريد الفناء بك
بدون خوف من لقائك
وبدون معنى من طيفك
وبدون قيمة للامحدوديتك .
***
طاقة الفوضى الداخلية التى لديك هى طاقة أدبية كامنة فى وجدانك وتكونت من لجوءك إلى المقدس والمدنس فى لاوعيهم الذى ينتقد كل شىء .
وجودك بى يجعل لى شرعية أن أكون فى العدم بواسطة مخيلتي ويجعلنى أقدر على الانفصال من الآن والأمكنة المنطوية بى .
لغتك تجربة لمقاربة الذات التى هى محطة غيابها أيضا ومساءلة شرف الصراع بين كل شىء وكل شىء .
إلى أنسى الحاج
245 2 دقائق