الحمى و هذا الهذيان الذي يتهجى الذاكرة
المرض و هذا الضعف العابر على جسدي العائد من تلاشيه
الذي يذوي في زنزانة الأيام
على عتبة المسافات التي تتبناني كقصيدة ظالمة في حنجرة البلاد و أتبناها كأم تحرس الظلال
كيف كنت أمطر و أنا أرسم للغيمة سيرة سماوية
يا حكمة الألوان في الإنهمار
في زركشة قوس قزح و ما تلألأ من زهو المعنى
غير مرئية
شفافة
لامعة
لا أشبه الحرير و لا أشبه الضوء
ثمة ما لا اسم له
ثمة ما كان يكبر كزهرة برية سرمدية
الفراشات تتطاير بين أصابعي ثم تصير أقراطا أضعها في أذني لتردد أغنية للفرح
أرتدي النجمات خواتما و ترتديني دهشة فتبعث الحياة في الكون المترامي بين يدي لهفة
لم يكن علينا أن نطلق على المسميات أسماءها
بينما نعيش الكون من أصدق قلب للضوء
عند التقاء الأوقات بظلالها
ألف حياة في ذاك الزمن الذي كنت أحرس فيه فكرة الروح
كيف كان الزهر ينبت على وجنتي فتذوي الأوقات بين تحالف السحر مع اليقين
كان هدي الوقت
لإنبلاج الفجر و حركة المجرة
الأجنحة التي كانت تنمو على كتفي
دليل الطيور المهاجرة
للحياة على شفاه الفرح التي تبتكر ألف ألف ذريعة للبقاء
عيون السماء سهول الأيائل و ما فيهما من سر خجول وتوق وحيد لمعانقة الصوت الذي كان يراقص الملائكة في ساعات التحليق
أول نبوءة الدفء و لحظات الخلق
أولى ساعات التكوين للحلم
الذي كان يشرق
خلف الجبال البعيدة
والذي غاب
خلف الجبال البعيدة …
…