خوان خيلمان – الأمريكان الجنوبيون

أشخاص:
بلدان:

هل غادر عبر الريح

أم هو من حيل الحنجور الأخضر ؟

أغادر ايزيدور دوكاس دو لوتريامون *

عبر الريح أم كان:

من حيل الحنجور الأخضر

ايزيدور الحب الآخر

آكل الوجوه العفنة

الكآبات واليأس

الآلام البيضاء والغضب الحزين

مستنفرا شجاعته

مستبدلا البؤس

بوميض أو آخر

***

الأمريكي الجنوبي الرائع

بطحالب في فمه

من أين يجيء بهذا الألق ؟

وجدها في الوجوه العفنة

حزن، كآبات

آلام بيضاء وغضب حزين

تمس قلبه

تعفنه ـ كما يقال ـ

تسلمه لليأس والحزن

رأيناه كطائر صغير

في زاوية ” كانيلون و بول ميش “

يسرح الحزن

كخطيبة نقية

تخبىء الاغتصابات

التي داهمت الحي

***

” آه.. أيتها الخطيبة الرقيقة ” يخاطبها

مستندة على ذراعيه

المفتوحتين، وكبحر يخرج

من نظراته، فمه

قبضتيه وعنقه

” لنر.. كيف تموتين يا جميلتي “

يخاطبها

حين يحبها ـ في باريس ـ يجردها من سلاحها

كعيد ونار

بالأمس ما تني تدوي

في غرفة بحي ” بواسونيير “

تنضح بالعرق الأمريكي

***

أيا.. دوكاس لوتريامون

أيها المونتي فيدي ايا… ايا

أو فيد اوو مونت… لموتك

كما لكرة ذهبية

سعيرا مستلا

الحزن ضُرب عنقه

الغضب خبى

ذهب عبر الريح ـ هذه المرة فقط ـ

حيث مات ايزيدور دوكاس

أو كمطر حب آخر

بلل “نوتر دام “

الكومونة المسلحة والحبيبة

بالجمال الطالع

من حنجوره الأخضر العفن

***

في السابع والستين وتسعمائة بعد الألف

في وادي الببغاوات الصغير

سمعنا طيرانه الوشيك

أو كما بدى يدوي

مواجها الغابة المثقوبة،

كآبات البلاد،

الأحزان المهولة،

وكان من سقط الآخر

لهذه المرة فقط

حيث كان دوكاس مستريحا

في مخيم الظلال.

.

لقد كانت أوروبا مهدا للرأسمالية. وغذي الطفل في المهد بالذهب والفضة من البيرو، المكسيك وبوليفيا. كان على الملايين من الأمريكان ان يموتوا ليسمن الطفل، الذي شب قويا، طوّر اللغات، الفنون، العلوم، أساليب الحب والحياة، وأبعادا أخرى لكينونة الإنسان.

من قال بان لا رائحة للثقافة ؟

.

تجولت في باريس و روما.. ما أبدعها من مدن. في شارع كورسو على البولمش فجأة اصطدت سمكة لقبيلة التينوس تمزقها كلاب اندلسية….

انك لا تشم أوروبا القديمة.

.

تشم الإنسانية ونظيرها، تلك القاتلة والأخرى القتيلة.

مضت قرون، وجمال ضحية الغزو ما يزال يتفسخ عفونة تحت عينيك.

*

ترجمة: يعقوب المحرقي

من كتاب ” رقة لا تَصدق ” مختارات شعرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى