للطريق بيدين تلمّان اللهفة كالحصى
لهطول الوقت بقلبي الحنطة
للصمتِ قبالة الحرب والشفاه المقصلة
للارتجاف الطويل يلمُّ خطاي المتعبة كالجبال
للبلاد التي يسيل كحلها:
لا وقتَ بعدُ للوقتِ
لا ماءَ بعدُ في الماء
لا أرضَ بعدُ في الأرضِ
لا رصاصةَ بعدُ يمكن أن تقشِّرني عن الحياةِ
أمدّ كفي لأسكنَ
يجيء أهلي وأهلكِ أهلُ الأرض
كفّي يصيرُ كوكباً للمتعبين
وحلمي غمّازة الموت
أيها النّرد
يا نردنا
يا ماءنا المصقول بالوجوه
هب لنا من لدنك خيبتنا
تلك الموشومة بالحزن الجليل
بنا، ونحن نستر عاهات الأماكن بذاكرتنا الشفافة
هناك، حيث لم تكن تلك امتدادي
ولم يكن لثوبها المسكون بالفقد رائحتي
كنتُ أرقبها وهي تهدهدُ للغائبين حتى تنامَ دمعتها
وتزرع قلبها في الصباح كي ينبت الضوء
شربتُ الحياة من صوتها
فتّشتُ في أوجاعها عن مسكنٍ للماء
عن حجرٍ يذكرني بألعاب الطفولة
وما رأيتُ
أيتها البلاد كيف تكونين بلادي؟!
وأنا الغريب ابن الحربِ
أخبّئ رأسي في كفّها
أبتر ساقاً لأغافلَ الموتَ
وأترك الأخرى لأركلها
أيتها البلاد، كيف يمكن أن ترهنَ امرأةٌ قلبها للريح؟!
أن تجعل من ضحكتها أرصفةً للمسافاتِ؟!
أن تُقامر بالحلمِ
وتصنع من صوتها شالاً للحزنِ؟!
وطريقُها ناحلٌ بالفرحِ
موغلٌ بالغائبين
موحلٌ بالجَوعى
جافلٌ ظلُّها على جدار الخوف
كيف لها وهي نصف خيالٍ ونصف أمنيات
أن تصرخ في وجهكِ بعد أن شربتكِ الحرب:
شاهقٌ وجهُ من أحب
ساقطٌ وجه العالمِ في قلبي..
227 دقيقة واحدة