بكلِّ هُدوء
تغادِرُنا الأمهات
تغادِرُنا في المَهاجِع
وفي خَطوِهنَّ برِفقٍ تدوسُ رؤوسُ الأصابِع
ونحنُ ننامُ بكلِّ سَكينة
وقد أُطفِئَ الجوعُ لسنا نعيرُ انتباها
لوقتٍ كهذا مُريع
تغادِرُنا الأمهاتُ شيئاً فشيئا
وحيناً نَظُن
ويَبدو لنا أنَّهُن
يغادِرْنَ فجأة
ولكنَّهُن
رويداً رويداً ذَهبْن
بِبُطئٍ بشكلٍ غريب
خُطى ناعماتٌ خلالَ السنين
وفجأة، وقد راعَنا أنَّنا ذاتَ عام
نعيرُ انتِباها لوقدِ الشُموع
ليومِ احتفالٍ بميلادِهن
نحسُ الزمانَ العَبوس
وندنو إليهنَّ صَحوا
وننأى عنِ الحُلمِ لكنْ نَكُفْ
فوسطَ الفراغِ ارتطامُ الأكُف
كأنْ قد نَما من زجاجٍ جِدار
هنا بيننا في الهواء
تأخرتَ ياقلبُ
دقَّت لنا ساعةٌ مُستهابة
نُحملِقُ عبْرَ الدموعِ الدَفينة
ويمضينَ في الموكبِ الجهمِ عنا بكل هدوء.
ترجمة: ايمن ابو الشعر.