أحبّني – كيم أدونيزيو


أحبني مثل منعطف خطأ على طريق وعر في وقت متأخر من الليل
بلا قمر وبلا وجهة للوصول
بينما يتحرك حيوان ضخم جائع على مهل بين الأشجار.
أحبني بغمامة على عينيك وبصوت مياه تتساقط
من صنبور المطبخ،
وتتسرب عبر ألواح الأرضية نحو الإسمنت الحار.
دون أن تسأل
دون أن تتعجب أو تفكر في أي شيء، أحبني بينما تغلق
المحال أبوابها ويسقط الحارس في النوم أمام الشاشة الصغيرة التي تراقب
الجراج الفارغ والممرات المهجورة،
بينما يتسلل اللصوص عبر السياج بالمقاريض المعدنية.
أحبني حين تفشل في العثور على مطعم مناسب،
وأنت وحيد في عشاء محبط
راهباتان تتجادلان من خلفك، طبق البيض دسم للغاية
والبطاطس غير ناضجة.
انزع أزرار ثوبي الأمامية وألق بها واحدًا تلو الآخر
نحو البركة حيث ينتظر السمك بزعانف باردة متماوجة
تحت السطح مباشرة.
أحبني في شاحنة لم يقودها أحد لسنوات،
غمرتها الأعشاب وزهور عباد الشمس الذابلة
والزنابق، فمك على عنقي الأبيض،
بينما تجر السلاحف بطونها عبر الطين اللزج، فوق
آثار أقدام البط وطيور الكركي.
أحبني حين يندلع الشغب وتستعد الطائرات،
عندما لا يلتفت أحد، حين تعبر حافلة الحاجز فيضغط
السائق الفرامل حتى تلتصق الدواسة بالأرض،
أحبني بينما يلقي شخص ما بطبق نحو الحائط ويلتقط آخر.
أحبني مثل جرعة فودكا مثلجة، مثل صبار خام
أحبني وأنت وحيد
ونحن متعبان من الكلام
حين تكفر بكل شيء..
اسمع، ما من شيء، غير مهم، ارقد جواري واغمض عينيك
الطريق ينعطف هنا
سأدير الراديو
وننطلق
لن نعود أبدًا طالما أنكَ تحبني
لن نعود أبدًا ما دمت تفعل

تمامًا هكذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى