نظرتُ في عينَيكَ
حينَ كانتا تقرآنني
وتُسبِران غَورَ
الحقائق الغافية
في أعماقِ عينيَّ،
كلُّ تلكَ المتاريس
والخنادق المُقامة
لم تَحُل
دون عبور خيّالةِ أمانيك!
أحاسيسي الغافية،
كأفعى مُسبِتة
في زمهرير الشتاء،
أيقظتَها وأنعشتَها
بأشعةِ شمسِكَ الربيعية،
المتجددةِ أبداً.
* * *
هجمَتُكَ هذه
أعتقَتني مِن
ترانيمِ الهَدهَدةِ
التي كُنتُ
أُنِيمُ بها عواطفي
إلى أجلٍ بعيد!
اضطربَ قلبي،
وبشكلٍ غريب
اهتاجَ ثانيةً!
أعرِفُ…
أنتَ لستَ مِنهُمُ،
أنتَ رجلٌ غير عادي…
لَم تخترق مكامِني
خِلسَةً.
سيفُكَ كان مُصْلَتاً،
وكصِنديدٍ
دقَقتَ بابَ قلبي
ودعَوتني للنِزال!
* * *
تركتَ ديارَكَ،
جُبتَ الوديانَ السحيقة،
قطعتَ كلَّ الميادينَ البعيدة
واجهتَ السُفوحَ والوُعورَ،
حتى وصلتَ
إلى مرافِئي.
وها أنتَ ذا،
دونَ تردُّدٍ،
تُلقي مرساةَ سفينتِكَ
في أعماقِ
بحرِ خَلَجاتي!
* * *
حينَ نازَلتَني…
لَم أكُ غافلة،
كانَ سيفي مُستَلاًّ
وأنا بكامل جهوزيَّتي.
لَم أتقهقَر…
دعَوتُكَ إلى النِزال،
وواجَهتُكَ.
حينَ التقى سَيْفانا،
عَلا صليلُهُما
وبَرَقا،
حينَها…
كانت أجراسُ اللقاءِ أيضاً
تُقرَع
وتُبشِّر بلقاءٍ أبَديّ.
* * *
في المُقارَعةِ…
تزدادُ عُنفُواناً
وشُموخاً،
وأنا معكَ… أيضاً!
لو لَم تطلُبني للعِراك،
لَما رأت عينُكَ
خنادقي ومتاريسي!
لو لَم تنحدِر
من بُرجِكَ العاجي،
لَما رأت عينُكَ
أبوابي الوَطيئة!
لو رميتَ سيفَكَ
وركعتَ قدّامي،
لَما أحسستَ بِبَأسي!
ولو لَم تأتِني كصديق،
لَما كنتَ لتَراني…
لَما كنتَ لتراني… أبداً!
ترجمة: صلاح برواري