فيروز – هدى حسين

سلام عليها
أختي التي توغّلت في الغابات
وانطلقت نحو الصحاري
أختي السمراء التي يعرفها كل رواد المقهى.
لأجلها سأدق أجراس الكنائس
وأشعل النار في الزبائن كلهم فتمطرني سحابتها:
لا أحد هنا يا أختي
لا أحد..
سأصنع ذاكرتي بنفسي
سأخيطها على مفارش الطاولات
أختار الألوان وحدي
والفرحة التي تؤهلني للصعود إلى الجبل
كأنه ليس في العالم غيري
الذكريات لي
والأساطير لعابري السبيل في السفح..
نتراسل بالنظرات
وباللكنة العربية المستعارة.
نتشارك العشق ذاته والموت ذاته
والرغبة ذاتها في التماهي مع مفردات الجنوب.
هي تقطف الشمس لي
وأنا لأجلها أصعد الجبل
أستطلع زحف الأعادي وأنذرها:
يا علياء
لماذا لا نعيد اكتشاف أسمائنا؟
ستقتلنا الأسود
ولن نرضى بميتة أقل حدة من الأنياب.
سنرتدي جلد الحيّات دفاعاً عن النفس
ثم نلتف على رقاب الكواسر
نروّضها على محبة الغزلان..
كأنّنا جذوتا نار
عيوننا مفتوحة على حافة الذعر
لنا ثديا الطبيعة باقتسام
ولله محبتنا
ولغير ذلك أن يحترق.


*نص: هدى حسين

*من كتاب: ذئب ونفرش طريقه بالفخاخ – أنطولوجيا النص الشعري المصري الجديد

زر الذهاب إلى الأعلى